تهدف جراحة علاج السمنة إلى مساعدة مرضى البدانة المفرطة على إنقاص أوزانهم بشكل كبير، فيما أظهرت دراسة جديدة، أن الكثيرين يمكنهم أيضًا التطلع إلى تخفيف الألم الدائم والحركة.

وعلى الرغم من أن العديد من المرضى يستعيدون بعض الوزن في أول عامين بعد جراحة علاج السمنة، إلا أنه يبدو أن فوائد الألم والحركة تصمد أمام اختبار الزمن.

بعد سبع سنوات، قال 43 في المائة من حوالي 1500 مريض مسجل في الدراسة، إن آلام المفاصل لديهم ظلت أقل بشكل ملحوظ مما كانت عليه قبل الجراحة، وأشار ما يقرب من الثلثين إلى أن أداءهم البدني لا يزال أفضل.

جراحات علاج السمنة

قال المؤلف الرئيسي ويندي كينج. الأستاذة المساعدة في كلية الصحة العامة بجامعة بيتسبرج: "قدمت الدراسات السابقة دليلاً على أن الإجراءات الجراحية لعلاج السمنة مرتبطة بتحسينات مهمة سريريًا في الألم والوظيفة البدنية وإنتاجية العمل؛ ومع ذلك، تابعت معظم الدراسات المشاركين فقط من عام إلى عامين، وفي هذه المرحلة كان المشاركون في ذروة فقدان الوزن".

وتوصل الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية "جاما نتوورك أوبن" إلى أن المرضى كانوا يعانون من "تحسينات مهمة سريريًا في الآلام الجسدية والمفصلية والوظائف الجسدية" بعد سبع سنوات من النوعين الأكثر شيوعًا من جراحات علاج السمنة – جراحة تحويل مسار المعدة، أو تكميم المعدة.

تعتمد الدراسة الجديدة على بحث سابق أجراه نفس الباحثين، والذي وجد أنه بعد ثلاث سنوات من جراحة علاج البدانة، أبلغ 50 في المائة إلى 70 في المائة من المرضى عن ألم أقل، بالإضافة إلى سرعات مشي أفضل ووظائف بدنية محسنة على نطاق واسع.

وخضع المرضى في الدراسة الجديدة لعملية جراحية لإنقاص الوزن بين عامي 2006 و 2009. حوالي 8 من كل 10 كانوا من النساء البيض، وتتراوح أعمارهن بين 38 و 55 عامًا، وفقًا لوكالة "يو بي آي".

بين ثلاث وسبع سنوات بعد الجراحة، انخفضت النسبة المئوية للمرضى الذين ما زالوا يبلغون عن مكاسب مهمة سريريًا في الألم والوظيفة البدنية وسرعة المشي - كل ذلك انخفض بنسبة تتراوح بين 7 و 11 نقطة مئوية، كما وجدت الدراسة.

ومع ذلك، بعد سبع سنوات، كان نصفهم لا يزالون يتقدمون بشكل أسرع عند إكمال مشي لمسافة 400 متر مقارنة بما كان عليه قبل الجراحة. كان 43 في المائة ما زالوا يرون تحسنًا ملحوظًا في الألم و 64 في المائة في الوظيفة البدنية.

اقرأ أيضا:

الشيء الوحيد الذي يجب عليك تجنبه إذا كنت تعاني من الاكتئاب!

تحسن في قدراتهم البدنية 

وكانت القدرة الأفضل على التعامل مع المتطلبات البدنية للعمل فائدة دائمة أخرى للجراحة.

وفي حين أن ما يقرب من ثلثي المشاركين قالوا إن آلام المفاصل وحالتهم الصحية العامة قد تداخلت مع قدرتهم على أداء وظائفهم قبل الجراحة، إلا أن ذلك انخفض إلى 43 في المائة بعد سبع سنوات.

قال كينج: "لقد تأثرت بمتانة التحسينات الأولية قبل الجراحة فيما يتعلق بالألم والوظيفة وإنتاجية العمل"، مضيفًا أن الانخفاضات بين ثلاث وسبع سنوات كانت صغيرة ، لا سيما بالنظر إلى تقدم المشاركين في السن.

بشكل عام، تضيف النتائج إلى الاقتناع بأن "فوائد العمليات الجراحية الحديثة لعلاج البدانة تفوق بكثير المخاطر"، قال كينج.

وقالت لونا ساندون، مديرة البرنامج في كلية المهن الصحية في مركز ساوثويسترن الطبي بجامعة تكساس في دالاس، إن الفوائد الإضافية التي تم إبرازها في الدراسة معروفة جيدًا للأطباء، الذين يشيرون إليها عادةً للمرضى المحتملين، حتى عندما يكون الدافع الأساسي للمرضى للجراحة هو فقدان الوزن بدلاً من تخفيف الآلام.

وأضافت: "من الجيد أن نرى دراسة طويلة الأمد تظهر أن هذه الفوائد تستمر مع مرور الوقت. الشعور بتحسن جسدي مع ألم أقل وقدرة أكبر على الحركة يمكن أن يفعل الكثير لتحسين الحالة المزاجية ونوعية الحياة".