استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د أحمد الطيب، شيخ_الأزهر الشريف، اليوم الخميس بمقر إقامته بالعاصمة الكازاخستانية نور سلطان، وفد الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المشارك في المؤتمر السابع لزعماء الأديان بكازاخستان، برئاسة المتروبوليتان أنطوني، رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ونقل المتروبوليتان أنطوني تحيات البطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وتمنياته لفضيلته بدوام الصحة والعافية، وأنه يتذكر فضيلته منذ اللقاء الذي جمع فضيلته مع البطريرك في عام ٢٠١٠، مشيرًا إلى أن البطريرك كيريل مهتم بحوار الأديان، وقد أنشأ مجلسًا خاصا للحوار بين الأديان في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، يجتمع فيه كل قادة الأديان في روسيا لمناقشة مختلف القضايا والموضوعات ذات الصلة.
من جانبه، بعث فضيلة الإمام الأكبر بتحياته للبطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وتطلعه للعمل المشترك وتعزيز التعاون بين الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية في روسيا من أجل إحلال السلام والأخوة محل الكراهية والتعصب والحروب، مشيرًا إلى انفتاح الأزهر الشريف على مختلف المؤسسات الدينية في الشرق والغرب، بما يخدم تعزيز قيم التعايش والأخوة والسلام العالمي، مشددًا فضيلته على أن الوقت الحالي يحتاج إلى مزيد من التضامن والتكاتف لمواجهة التحديات المعاصرة.
من ناحية أخري أكد الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن وباء كوفيد ١٩ قد حل بالعالم في وقت عصيب، تعاني فيه أكثر الدول من مشكلات اقتصادية كبيرة تتعلق بالطاقة والغذاء والدواء، حيث ألقت التأثيرات السلبية لتلك الجائحة بظلالها على الحالة الروحية والدينية للإنسان، مؤكدا أن العالم بحاجة ماسة لمعالجة الآثار الروحية والنفسية التي ورثها الإنسان بعد اجتياح هذا الوباء للعالم
ودعا عياد، قادة وزعماء الأديان حول العالم، بضرورة التعاون الجاد، لتجاوز التحديات والعقبات الاجتماعية التي سببها هذا الوباء، مؤكدا أن دور المؤسسات الدينية في العالم، يجب ألا يقف عند حدود الإشراف على أداء الشعائر، وإلقاء العظات وفقط، بل يجب أن يمتد ليشمل المشاركة الجادة في معالجة كل ما يصيب المجتمعات من مشكلات.
وأكد عياد، على ضرورة أن تكون المؤسسات الدينية على قدر المسؤولية في صياغة الاجتهادات والأحكام الفقهية التي تتناسب و مستجدات الواقع، من أجل بناء تنمية اجتماعية سليمة، لافتا إلى الجهود المتميزة التي بذلها الأزهر الشريف خلال جائحة كورونا، من خلال تجديد الأحكام الفقهية المستجدة التي سببتها تلك الجائحة، بداية من صياغة الفتاوى الخاصة بالعزل والحجر الصحي، مرورا بالفتاوى الخاصة بالأمصال واللقاحات، حتى تغسيل وتكفين موتى المصابين بكرونا، بما يضمن تحقيق الأمن والسلامة، بما يتوافق ومخرجات منظمة الصحة العالمية.
وطالب الأمين العام لمجمع البحوث بتأسيس لجنة من قادة وزعماء الأديان، لبحث سبل تعزيز ودعم البعد الأخلاقي والإنساني في الإعلام والصحة والتعليم والسياسية والاقتصاد والأمن، لضمان تحقيق تنمية اجتماعية عادلة بلا تمييز، كما طالب قادة وزعماء الأديان في العالم بتبني خططا عملية جادة وجديدة، تهدف إلى تحقيق التنمية الروحية والاجتماعية في العالم، في الفترة بعد جائحة كرونا.
وشدد الدكتور نظير عياد، على ضرورة تكاتف جهود زعماء وقادة الأديان لوضع خطط عمل لمناهضة الشذوذ والأفكار العدمية، وأفكار الطائفية والعنصرية والتمييز، مؤكدا ضرورة إجراء تعاون عملي وجاد بين قادة وزعماء الأديان للعمل على إصدار تشريعات وقوانين دولية؛ للحد من ظاهرة التقلبات المناخية التي قد تقف حائلا ضد كل سبل التنمية المنشودة.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟