يحث الإسلام، الفرد المسلم على الاستيقاظ من نومه مبكرًا، وبدء نشاطه اليومي في أعقاب صلاة الفجر، فذلك أدعى لتحقيق البركة في أعمالك التي تمارسها في يومك، مصداقًا لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لأمتي في بكورها".

وتوصلت دراسة جديدة أجراها الباحثون في المركز الطبي بجامعة بيتسبرج إلى أن الاستيقاظ مبكرًا والبقاء نشطًا باستمرار على مدار اليوم يمكن أن يحسن من إدراك الشخص ويجعله أكثر سعادة.

ووجد الباحثون، أن كبار السن الذين استيقظوا قبل الساعة 7 صباحًا وحصلوا على نشاط بدني ثابت ومنتظم كل يوم سجلوا نتائج أفضل في الاختبارات المعرفية، وأبلغوا عن معدلات أقل من الاكتئاب.

ومن المثير للاهتمام، أن الدراسة وجدت أن طول الوقت الذي تستغرقه التمارين مهم لصحة الدماغ أكثر من شدته. إذ أن المشاركين الذين خاضوا تمارين مكثفة لمدة نصف ساعة إلى ساعة كل يوم لاحظوا فائدة قليلة مقارنة بمن قاموا بنشاط خفيف مثل المشي خلال جزء كبير من ساعات استيقاظهم.

الصحة المعرفية

وبينما ارتبطت ممارسة التمارين منذ فترة طويلة بوظيفة معرفية أفضل، وجدت الدراسة أن ممارسة الرياضة باستمرار والعيش في جدول أكثر انتظامًا يمكن أن يكون العامل الأكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الصحة المعرفية في سن أكبر.

وجمع الباحثون، الذين نشروا النتائج التي توصلوا إليها في دورية "جاما للطب النفسي"، بيانات من 1800 شخص فوق سن 65 من أجل الدراسة، وتمت متابعتهم من خلال تزويد كل منهم بمقياس تسارع، وهو جهاز يمكنه اكتشاف الحركة والتمرين - لمدة سبعة أيام لتتبع نشاطهم اليومي.

وأكمل المشاركون أيضًا استبيانات حول مزاجهم اليومي، وسجلوا وقت استيقاظهم كل صباح أيضًا. ووجد الباحثون ارتفاعًا بنسبة 37 في المائة بين المشاركين الذين اسيقظوا في الصباح الباكر - في الساعة 7 صباحًا أو قبل ذلك - وظلوا نشيطين نسبيًا طوال اليوم.

وكان لهذه المجموعة أيضًا روتين يومي ثابت. واختبرت هذه المجموعة الأفضل في الاختبارات المعرفية، وكانت أيضًا الأقل عرضة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب خلال الاستطلاع.

كان لدى العديد من كبار السن أنماط قوية: فهم يستيقظون قبل الساعة السابعة صباحًا في المتوسط، ويظلون نشيطين لمدة 15 ساعة أو نحو ذلك كل يوم.

وقال الدكتور ستيفن سماجولا، أستاذ الطب النفسي المساعد قي المركز الطبي لجامعة بيتسبيرج، في بيان: إنهم يميلون أيضًا إلى اتباع نفس النمط يومًا بعد يوم. حسنًا، كان هؤلاء البالغين أنفسهم أكثر سعادة، وأقل اكتئابًا، وكان لديهم وظيفة إدراكية أفضل من المشاركين الآخرين".

وكان لدى ثلث المشاركين روتين يومي ثابت، لكنهم إما أنهم استيقظوا في وقت لاحق من اليوم، أو ذهبوا للنوم مبكرًا. ونتيجة لذلك، لم يسجلوا مثل المجموعة السابقة في الاختبارات المعرفية، وأبلغوا عن زيادة طفيفة في مخاطر الإصابة بالاكتئاب.

اقرأ أيضا:

وصفة "سحرية" لمحاربة أعراض البرد والمساعدة على النوم

طول فترة النشاط البدني 

ووصفت صحيفة "ديلي ميل"، الاكتشاف بأنه مثير للاهتمام للباحثين، حيث يُظهر أن النشاط الأكثر اتساقًا على مدار اليوم قد يكون أكثر قيمة من التمرين المكثف كل يوم.

أوضح سماجولا: "غالبًا ما يفكر الناس في أن كثافة النشاط مهمة للصحة، ولكن قد تكون مدة النشاط هي الأكثر أهمية. هذه طريقة مختلفة للتفكير في النشاط: قد لا تحتاج إلى الركض أو الجري في ماراثون ولكن ببساطة البقاء منخرطًا في الأنشطة طوال اليوم".

وكانت المجموعة الأسوأ حالًا هي الـ 30 في المائة المتبقية التي لديها أنماط يومية غير متسقة ونشاط بدني غير منتظم على مدار اليوم، حيث سجلت نتائج سيئة في الاختبارات المعرفية بينما كانت أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب.

وتابع سماجولا: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن اضطراب نمط النشاط شائع جدًا ومرتبط بالمشاكل الصحية لدى كبار السن. ومن المحتمل أن تكون العلاقة ثنائية الاتجاه، لذا فإن الخبر السار هو أننا نعتقد أن التغييرات البسيطة - الأشياء التي يمكن للجميع تجربتها - يمكن أن تعيد أنماط النشاط المنتظمة وقد يؤدي القيام بذلك إلى تحسين الصحة".

وقال إن العامل الأكثر أهمية لعكس الآثار المحتملة لروتين سيئ أو جدول غير متسق هو تطوير خطة يومية للبقاء نشيطًا في أداء الأنشطة الترفيهية.

وأضاف: "يدرك معظم الناس أهمية النوم الجيد وممارسة الرياضة، لكنني أعتقد أن ما ينقص هذه الصورة هو نمط النشاط اليومي. إن وجود شيء نستيقظ له كل صباح والحصول على يوم كامل تجده مفيدًا ومكافئًا قد يكون أمرًا مهمًا بالنسبة لنا للنوم جيدًا في الليل والشيخوخة بشكل جيد".