أخبار

ما حكم التصرف في مال الأم المصابة بالزهايمر؟

دراسة: شرب الشاي والقهوة مفيد لمرضى الروماتيزم

انتبه.. 4 أطعمة "صحية" تحرمك من فقدان الوزن

"آن كان ابنَ عَمَّتِكَ؟".. تعرف على قصة الكلمة التي أغضبت رسول الله

سؤال محير عن سرقة "القرامطة" للحجر الأسود.. هذه إجابته

قلب المؤمن ليس كقلب غيره.. ما علامة ذلك؟

الإيمان قول وعمل واعتقاد.. وهذا هو الدليل

تحول العافية وفجاءة النقمة.. البلاء الذي استعاذ منه النبي

١١ وسيلة تحببك فى الطاعة وتكرهك فى المعصية.. احرص عليها

قيمتك بأخلاقك وقيم ما تدين به.. فماذا هي قيمتهم وقيمهم؟

تفاصيل المواجهة بين "السفاح" و"الأوزاعي"

بقلم | عمر نبيل | الاربعاء 31 اغسطس 2022 - 02:05 م


يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الشخصيات العظيمة التي أثرت أركانه، وساعدت في بناء الشخصية الإسلامية على مر العصور، مهما تغيرت الأزمان، كانت هناك نماذج يحتذى بها في الشموخ والكبرياء المسموح به.

ومن هؤلاء الإمام الأوزاعي رحمه الله، والذي رغم نشأته بالبقاع يتيمًا في حجر أمه، وانتقالها به من بلد إلى بلد، إلا أنه تأدب وتعلم ما لم يتعلمه أبناء الملوك والخلفاء والوزراء والتجار، فلم يكن بينهم من هو أعقل منه، ولا أورع ولا أعلم، ولا أفصح ولا أوقر ولا أحلم، ولا أكثر صمتًا منه.. لذلك لما جاءت مواجهته بـ عبد الله السفاح العباسي، الذي قيل إنه قتل نحو 38 ألف مسلم، ‏بعد أن قضى على الدولة الأموية، ‏وأسس الدولة العباسية، وقف أمامه الأوزاعي شامخًا لم يركع ولم يخش جبروته.


تفاصيل المواجهة


ويروى أنه لما دخل السفاح بخيله مسجد بني أُمية، ‏دخل قصره وقال : (أترون أحد من الناس يُمكن أن ينكر عليّ)، فقالوا له : (لا يُنكِر عليك أحد إلا الأوزاعي)، فأمرهم أن ‏يُحضروه .. فلما جاؤوا الإمام الأوزاعي، ‏قام رحمه الله فاغتسل ثم تكفن بكفنه و لبس فوقه ثوبه.. ‏ خرج من بيته قاصدًا قصر السفاح، ‏فامر الحاكم وزراءه وجنده أن يقفوا صفين عن اليمين والشمال و أن يرفعوا سيوفهم، ‏في محاولة لإرهاب العلامة الأوزاعي رحمه الله، ‏ثم أمرهم بإدخاله، ‏فدخل عليه -رحمه الله- يمشي في وقار العلماء و ثبَات الأبطال.

‏ويقول عن نفسه (والله ما رأيتهُ إلا كأنه ذُبابٌ أمامي، ‏يوم أنْ تصوّرتُ عرشَ الرّحمن بارزًا يوم القيامة ، وكان المُنادي يُنادي فريقٌ في الجنة ‏وفريقٌ في السعير .. والله ما دخلت قصرهُ إلا و قد بعتُ نفسي من الله عز وجل ).. ‏فقال له الحاكم "السفاح" أأنت الاوزاعي ؟.. ‏فرد عليه بثبات يقول الناس أني الأوزاعي.. فاغتاظ السفاح و أراد إهلاكَه ، فقال: ‏يا أوزاعي.. ما ترى فيما صَنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العباد والبلاد، ‏أجهادًا و رباطًا هو ؟.. ‏قال: فقلت: أيها الأمير.. ‏حدثني فلان عن فلان، ‏يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ‏سمعت رسول الله يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، فدهش السفاح من هذه الإجابة، ‏فنكتَ بالخيزرانة في يدهِ على الأرض ، أشد ما ينكت، ‏ثم قال : ‏ما ترى في هذه الدماء التي سفكنا من بني أُمية، ‏فما كانَ رده رحمه الله؟..

اقرأ أيضا:

قلب المؤمن ليس كقلب غيره.. ما علامة ذلك؟


رد مجحف


وهنا رد عليه الأوزاعي برد أجحفه، فقال : حدّثني فلان عن فلان عن جدّك عبد الله بن عباس، ‏أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ ‏يشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنّي رسولُ اللهِ ، إلا بإحدى ثلاثٍ النفسُ بالنفسِ والثّيِّبُ الزاني والمفارقُ لدِينِه التاركُ للجماعةِ»، ‏فغضب الحاكم جدًا، ‏و رفَعَ الأوزاعِي عمامته حتى لا تعوق السيف، ‏و تراجعَ الوزراء للوراء ، و رفعوا ثِيابهم حتي لا يصيبهم دمه، ‏فقال له السفاح وهو يشتاط من الغضب، ‏ما ترى في هذه الأموال التي أُخذت ، وهذه الدور التي اغتُصبت ؟.. ‏فقال له رحمه الله، ‏إن كانتَ في أيديهم حرامًا فهي حرام عليك ‏أيضًا، وإن كانت لهم حلالاً فلا تحل لك، ‏إلا بطريق شرعي.. ‏ سوفَ يجردك اللهُ يوم القيامة و يحاسبك عُريانًا كما خلقك فإن كانت حلالاً فحساب وإن كانت حرامًا فعقاب، ‏فزاد غيظ الحاكم أكثر وأكثر، ‏ونكت على الأرض بعصاهُ أشد ما ينكت، ‏ الإمام يردد جهرًا: (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)، ‏فقال له : اخرج عليّ.. ‏ورماهُ بصرة من المال ليأخذها، ‏فرفض الإمام أخذها ، فأشار عليه أحد الوزراء بأخذها

‏فأخذها من يده و نثرها أمامه في أثواب الوزراء و الحاشية، ‏ثم ألقى الكيس و خرج مرفوع الرأس قائلاً : ما زادني الله إلا

‏عزةً و كرامة.. ‏ولما مات الإمام الأوزاعي رحمه الله، ذهب الحاكم إلى قبره وقال: (‏والله إني كنت أخافك كأخوف أهل الأرض .. وما خفت غيرك، ‏والله إني كنت إذا رأيتك رأيت الأسد بارزًا).

الكلمات المفتاحية

السفاح والأوزاعي أعلام المسلمين الإمام الأوزاعي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الشخصيات العظيمة التي أثرت أركانه، وساعدت في بناء الشخصية الإسلامية على مر العصور، مهما تغيرت الأزمان، كانت هناك نماذ