أخبار

الموت يوم الجمعة.. من علامات حسن الخاتمة .. وهذا هو الدليل

الشهيد.. أعظم نموذج عن حقيقة السعي

ستقف بين يدي الله.. سؤاله عن ذنوبك أشد من ذهابك إلى النار؟

لماذا الأخلاق في حياتنا.. هل وقفت على ما أدّبنا به القرآن؟

حلف على المصحف كاذبًا وهو جنب ليبرئ نفسه أمام زوجته من الخيانة ولا يهدم بيته.. ما الحكم؟

وقلوبهم وجلة.. هكذا المسلم يخشى عدم قبول عمله الصالح ولا يهدأ حتى يبشر بالجنة

إنْ كان الله هو الذي يهدي ويُضل.. لماذا يُحاسب الإنسان؟ (الشعراوي يجيب)

كل ركن من أركان الإسلام مكفر للذنوب.. أين يكمن الخطر؟

براعة وذكاء.. كيف جمع "الشافعي" العلم في طفولته وناظر أهل العلم؟

هل رأيت مبتلى؟.. ضع نفسك مكانه وتخيل حالتك تعرف كيف ميزك الله عليه

معانٍ عظيمة من قصة نبي الله نوح: احذر أن تقدم العقل على النص

بقلم | عمر نبيل | الاربعاء 11 سبتمبر 2024 - 10:30 ص

يقول المولى عز وجل في سورة هود: «قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)»، ولو تتبعنا جيدًا تفسير الآية العظيمة، سنجد أنها تحتوي على إعمال (العقل)، وتبليغ (الوحي)، ومن ثمّ النتيجة.

إذ يقول سبحانه وتعالى : «ﻗَﺎﻝَ ﺳَﺂﻭِﻱ ﺇِﻟَﻰٰ ﺟَﺒَﻞٍ ﻳَﻌْﺼِﻤُﻨِﻲ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤَﺎﺀِ» (ﻫﺬﺍ إعمال للعقل).. وقوله تعالى: «ﻗَﺎﻝَ ﻟَﺎﻋَﺎﺻِﻢَ ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﻣِﻦْ ﺃَﻣْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﻦ ﺭَّﺣِﻢَ» ( فهذا تبليغ من الوحي)، وأما قوله تعالى: «ﻭَﺣَﺎﻝَ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﺍﻟْﻤَﻮْﺝُ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻣِﻦَ الْمُغْرَقِينَ»، فهذه هي النتيجة.

وفي ذلك يقول أهل العلم: «فكل ﻣـﻦ قدم عقله ﻋﻠﻰ ﻧﺼـﻮﺹ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ ﻭالسنة النبوية الصحيحة غرق في ظلمات بحار الأهواء والبدع، ومن تعوّد معارضة الشرع بالعقل لا يستقر في قلبه الإيمان».

الأمر الإلهي


في الآية الكريمة السابقة، نرى سيدنا نوح عليه السلام، يتقبل الأمر الإلهي برضا وثبات شديدين، بينما ابنه -الذي كفر بما دعاه به أباه- رفض، فكانت النتيجة الغرق للابن، بينما كانت حكمة الله في ذلك أن اعتبار (الابن الضال) عمل غير صالح، وأن وراء الأمر حكمة لا يجب السؤال عنها، فما كان من نوح عليه السلام إلا أن استسلم لأوامر الله، قال تعالى يبين ذلك: «قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ» (هود 46).

وهنا يعود نوح سريعًا إلى طلب العفو من الله عز وجل لأنه يوقن في أحكام الله، قال تعالى: «قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ» (هود 47)، وهكذا من أسلم وجهه لله وهو محسن، كان الله له عونًا وسندًا، ليس هذا فحسب، وإنما أراه ما لا يراه غيره من الحكمة في أمور يصعب على كثير من الناس فهمها.

اقرأ أيضا:

إنْ كان الله هو الذي يهدي ويُضل.. لماذا يُحاسب الإنسان؟ (الشعراوي يجيب)

النجاة من الهلاك


وكما هي عاقبة الأمور، فإن الله نجى نوحًا -عليه السلام- والذين آمنوا معه، وأغرق الرافضين لسبيل الحق، والمعرضين عن طريق الهدى، وجعلهم عبرة لمن بعدهم، قال تعالى: «قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ» (الشعراء:117-121).

فكانت النتيجة الوصول إلى البر آمنين مطمئنين، قال تعالى: «قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ» (هود 48).

الكلمات المفتاحية

قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قصة نوح عليه السلام قصص الأنبياء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يقول المولى عز وجل في سورة هود: «قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّ