يكره الأطفال إلى حد البكاء، الرحلات الطويلة بالسيارة، دون فهم السبب وراء بكائهم هذا، لكن عالمة نفس كشفت عن السبب الحقيقي لذلك من خلال فحص دماغ الأطفال خلال الرحلات الطويلة.

وقالت روث أوجدن، الأستاذة المساعدة في علم النفس التجريبي بجامعة ليفربول جون موريس: "أحد الأسباب هو أن تجربتنا مع الوقت تتغير مع تقدمنا في العمر، مما يؤدي غالبًا إلى الإحساس بمرور الوقت بسرعة أكبر كلما تقدمنا في السن. يتجسد هذا في الإحساس بأن" عيد الميلاد يأتي بسرعة أكبر كل عام".

وأضافت وفقًا لصحيفة "ذا صن": "يُعتقد أن الوقت يمر بسرعة أكبر مع تقدمنا في العمر، لأنه مع تقدم العمر، تصبح أي مدة زمنية أقل نسبة من حياتنا حتى الآن. على سبيل المثال، في سن السابعة، تكون السنة 14.30 في المائة من حياتك كلها؛ في عمر 70 عامًا، تكون 1.43 في المائة فقط من حياتك".

وتابعت: "على هذا النحو، قد تبدو رحلة السيارة التي تستغرق خمس ساعات أطول بالنسبة لطفل يبلغ من العمر خمس سنوات مقارنة بشخص يبلغ من العمر 50 عامًا، وذلك ببساطة لأنها تمثل نسبة أكبر من حياة الطفل البالغ من العمر خمس سنوات".

اقرأ أيضا:

فقه معاملة الناس.. كيف تتعامل مع المعارف والأصدقاء والأقارب؟

بالإضافة إلى ذلك، لا يمتلك الأطفال فهمًا للجغرافيا مثل البالغين، وبالتالي لا يمكنهم استخدامها كمؤشر للوقت.

وفي رحلة من مانشستر إلى ديفون، سيتمكن الشخص البالغ من استخدام برمنجهام أو لندن كمؤشر على أنه في منتصف الطريق تقريبًا إلى وجهته.

قالت البروفيسور أوجدن: "إن غياب هذه المعرفة لدى الأطفال يعني أنهم أكثر اعتمادًا على سؤال البالغين عن المدة المتبقية للحكم على تقدم الرحلة. يمكن أن يعطي عدم اليقين هذا مزيدًا من الانطباع بأن الوقت يمر ببطء. يمكن للكبار مقارنة نفس الشعور بعدم اليقين عندما يكونون مع أمتعتهم في المطار، ولم يتم طرح الأمتعة بعد. من المرجح أن تكون مريضًا في المستشفى إذا كنت لا تعرف موعد وصول الأمتعة ، مما لو كنت تعرف ذلك".

أشارت البروفيسور أوجدن إلى "أن الجهل، الافتقار إلى السيطرة، هو ما يتسبب في استمرار هذه الأحداث. الوقت غالبًا ما يكون غير مؤكد بالنسبة للأطفال، لذلك بدون وجود شيء يشتت انتباههم، سوف يركزون على التقدم في أي رحلة".

وفسرت الأمر أيضًا بأنه "من المرجح أن يشعر الأطفال بالملل عندما يجلسون في الجزء الخلفي من السيارة دون أن يفعلوا شيئًا، بينما قد يستمتع الكبار بالهدوء والسكينة".

أوضحت البروفيسور أوجدن: "عندما نشعر بالملل، فإن مراقبتنا المستمرة للساعة تجعل الوقت يبدو وكأنه يمر. على العكس من ذلك، عندما نكون مشغولين بسعادة، فإننا لا نولي اهتمامًا كبيرًا للوقت لأن قدرتنا على الانتباه تعطي الأولوية لأشياء أخرى. نتيجة لذلك، يمر الوقت عندما نستمتع".