قضاء ليلة جيدة في الفراش لا يعني فقط أنك ستكون في حالة مزاجية أفضل في اليوم التالي، وأاكثر نشاطًا على إنجاز الأشياء التي تسعى لتحقيقها، لكن الأمر يتجاوز إلى ما هو أكثر أهمية من ذلك، وهو أن النوم الجيد يحيمك الإصابة بمرض قاتل.

وراقب العلماء أكثر من 7 آلاف شخص يتمتعون بصحة جيدة ممن تتجاوز أعمارهم 50 عامًا لمدة عشر سنوات، ووجدوا أن واحدًا فقط من كل عشرة يتمتع بنوم جيد، وبالمقارنة مع من يعانون من قلة النوم, تراجع خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية لدى الذين حصلوا على قسط جيد من الراحة بنسبة 75 في المائة.

ويقدر الخبراء أنه إذا حصل جميع البالغين على نوم مناسب، فإن هذه الأمراض القلبية المميتة ستنخفض بنسبة 72 في المائة.

تحسين عادات النوم

وتشير النتائج، التي عُرضت في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في برشلونة بإسبانيا، إلى أنه يمكن إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح ببساطة عن طريق تحسين عادات النوم.

إذ يمكن منع ما يصل إلى سبعة من كل عشرة أزمات قلبية وسكتات دماغية إذا حصل الجميع على نوم جيد ليلاً.

قال كبير العلماء الدكتور أبو بكاري نامبيما، من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية: "توضح دراستنا إمكانية النوم جيدًا للحفاظ على صحة القلب وتقترح أن تحسين النوم مرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية.

وأضاف: "كما وجدنا أن الغالبية العظمى من الناس يعانون من صعوبات في النوم. بالنظر إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، هناك حاجة إلى مزيد من الوعي بأهمية النوم الجيد للحفاظ على صحة القلب".

اقرأ أيضا:

الشيء الوحيد الذي يجب عليك تجنبه إذا كنت تعاني من الاكتئاب!

مخاطر قلة النوم

ويعتقد الخبراء أن قلة النوم تؤدي إلى "استجابات الإجهاد" في الجسم والتي بدورها تغذي الالتهاب وترفع ضغط الدم.

وأعطى باحثون فرنسيون، درجات تقييم للمشاركين فيما يتعلق بخمس عادات نوم رئيسية، وكان الصفر هو أدنى درجة. وشمل النوم لمدة تتراوح من سبع إلى ثماني ساعات في الليلة، وعدم الشعور بالأرق مطلقًا أو نادرًا، وعدم النعاس أثناء النهار أو توقف التنفس أثناء النوم، والاستيقاظ مبكرًا.

بعد ثماني سنوات من المتابعة، أصيب 274 من أصل 7203 مشاركًا بأزمة قلبية أو سكتة دماغية. وتوصل الخبراء إلى أن الخطر انخفض بنسبة 22 في المائة لكل نقطة زيادة في درجة النوم.

وكان لدى حوالي سبعة في المائة من المتطوعين أدنى علامة إما صفر أو واحد - بينما سجل الغالبية إما ثلاثة أو أربعة، مما دفع العلماء إلى المطالبة بتعليم أفضل للنوم.

وقال البروفيسور راسل فوستر، خبير النوم، ومؤلف كتاب (لايف تايم)، وفقًا لصحيفة "ذا صن"، إن قلة النوم تترك الجسم متوترًا، داعيًا إلى إعطاء الأولوية للنوم، من خلال الذهاب إلى الفراش في وقت محدد، والتخلص من الكافيين الزائد والنبيذ.

وأضاف البروفيسور فوستر، من معهد النوم وعلم الأعصاب اليومي في جامعة أكسفورد: "الآلية، في رأيي، هي تنشيط غير طبيعي للاستجابة للتوتر نتيجة الحاجة إلى تجاوز قلة النوم. ما نعرفه هو أنه بعد ذلك يكون لديك ارتفاع في ضغط الدم، وتغير في الاستجابات المناعية، والالتهاب ... على المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والأزمات القلبية".

قال البروفيسور جيمس ليبر، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: "من المثير للقلق أن عددًا قليلاً جدًا من الأشخاص في هذه الدراسة حصلوا على درجات نوم عالية، لأننا نعلم أن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد أمر بالغ الأهمية لصحتنا العامة ولأجل الحفاظ على صحة القلب في جميع الأعمار".

وشدد على أن "النوم الجيد ليلاً يسمح لجسمك بالراحة، مما يريح الأوعية الدموية، ويقلل بدوره من ضغط الدم. ولكن هناك مجموعة من الطرق الأخرى التي يمكن أن تزيد قلة النوم من مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، بما في ذلك عن طريق زيادة الالتهاب والتأثير على منطقة الدماغ التي تتحكم في مستويات هرمون التوتر".