يسأل أحدهم (أبواب الجنة والنار.. أيهما أكثر ولماذا؟).. والحقيقة أن أبواب الجنة أكثر من أبواب النار، ذلك أن رحمة الله أسبق من غضبه، ولكن أَمْن المذنب من مكر الله أشد من الذنب نفسه، لأن الأمن من مكره استهانة بوعيده.
فإن للجنة ثمانية أبواب ثبت ذلك في نصوص شرعية، منها ما رواه البخاري ومسلم عن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنّ مُحَمّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنّ عِيسَىَ عَبْدُ اللّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنّ الْجَنّةَ حَقّ، وَأَنّ النّارَ حَقّ، أَدْخَلَهُ الله مِنْ أَيّ أَبْوَابِ الْجَنّةِ الثّمَانِيَةِ شَاءَ»، بينما للنار فلها سبعة أبواب، كما قال الله سبحانه: «وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ*لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ» (الحجر:43-44).
أبواب الجنة
تزيد الجنة عن النار بباب، وهو من رحمات الله عز وجل علينا، ولهذه الأبواب أسماء ثبتت بنصوص شرعية، مثل: (الصلاة والجهاد والصدقة والريان والأيمن وباب الكاظمين الغيظ، ومنها ما اختاره بعض العلماء لإشارات وإيماءات في النصوص مثل: باب التوبة أو الذكر أو العلم أو الراضين أو الحج)، ودليل الأربعة الأولى ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أي أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة»، ودليل الخامس ما رواه البخاري ومسلم أيضًا عن أبي هريرة في حديث شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: فيقال: «يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من باب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب»، ودليل السادس ما رواه الإمام أحمد عن الحسن مرسلاً: «إن لله بابًا في الجنة لا يدخله إلا من عفا عن مظلمة».
اقرأ أيضا:
الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلامأبواب جهنم
أما النار -نعوذ بالله منها- فليس هناك نص ثابت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم جاء في تسمية هذه الأبواب، لكن جاءت آثار عن الصحابة في ذلك، منها ما ذكره القرطبي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: «هل تدرون كيف أبواب جهنم؟ قلنا: مثل أبوابنا. قال: لا. هي هكذا بعضهم فوق بعض -زاد الثعلبي- ووضع إحدى يديه على الأخرى. وأن الله وضع الجنان على الأرض والنيران بعضها فوق بعض، فأسفلها جهنم وفوقها الحطمة وفوقها سقر وفوقها الجحيم وفوقها لظى وفوقها السعير وفوقها الهاوية. وكل باب أشد حرًا من الذي يليه سبعين مرة»، فيما أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه: «لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ» قال: جهنم والسعير ولظى والحطمة وسقر والجحيم والهاوية وهي أسفلها.