يعاني كثير من الأشخاص من تراكم الدهون "العنيدة" حول البطن، والتي يزداد صعوبة التخلص منها خصوصًا في مرحلة "منتصف العمر"، لكن لامستحيل تمامًا، فيمكن من خلال اتباع مجموعة من النصائح والالتزام بتطبيقها تحقيق ذلك.

يقول خبير التغذية، روب هوبسون، إن التغيير في مستويات الهرمون أثناء انقطاع الطمث - بشكل أساسي انخفاض هرمون الاستروجين - يمكن أن يؤثر على توزيع الدهون في الجسم.

وأضاف: "إن انخفاض النشاط البدني وفقدان كتلة العضلات، وعدد الأطفال الذين أنجبتهم، وتاريخ العائلي من السمنة، واستخدام مضادات الاكتئاب، وتناول الطعام في الخارج أو طلب الطعام في كثير من الأحيان، يمكن أن تكون عوامل أيضًا".

وتقول أخصائية التغذية، بيبا كامبل إن زيادة الأنسولين، الهرمون الذي ينظم عملية التمثيل الغذائي، قد يكون السبب في ذلك، لأن "الأنسولين مسؤول عن تحويل السكريات والكربوهيدرات إلى طاقة"، و"عندما نفشل في استخدام هذه الطاقة المخزنة من خلال التمرين، فإنها تتحول بسرعة إلى دهون في الجسم تتواجد حول الوسط."

وفيما يلي مجموعة من العوامل المساعدة على التخلص من دهون البطن العنيدة، بحسب ما أوردت صحيفة "ذا صن":

التخلص من التوتر

الإجهاد له تأثير على زيادة الدهون في منطقة البطن.

يشرح روب قائلاً: "عندما يعتقد دماغك أن حياتك في خطر، فإنه يحفز إفراز الأدرينالين والكورتيزول، هذه الاستجابة فعالة للغاية، حيث توفر طاقة فورية لمدة خمس إلى 10 دقائق، مما يتيح لك الاستجابة بسرعة للمواقف الخطرة، ولكن إذا كنت متوترًا ولم يكن لديك "خطر" محدد لتتفاعل معه، فإن الدهون والجلوكوز (بشكل أساسي، السكريات) التي تسبح حول جسمك تتراكم على شكل دهون حول منطقة الوسط. لذلك إذا كنت تتناول كمية كبيرة من الكيك، فسوف تتجمع في منطقة البطن".

وتقول بيبا إن خفض مستويات التوتر يؤثر على جسمك بشكل جذري: "لا يمكنك التخلص من التوتر تمامًا، ولكن يمكنك تقليله بالتأمل أو اليوجا أو الاسترخاء العميق"، وفق نصيحتها.

ممارسة الرياضة 

ممارسة الرياضة وسيلة لا تصدق للتخلص من التوتر، وتغمرك بالإندورفين الذي يمنحك شعورًا جيدًا.

تشرح ماريا إلفثيريو، مدربة "باري" - مزيج من الباليه وتمارين اللياقة البدنية واليوجا والبيلاتس وتمارين الكارديو - "حقيقة أننا نستخدم المزيد من الأكسجين أثناء التمرين، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم، له تأثير إيجابي أيضًا على الدماغ وكيف نشعر".

يعد مزج التدريبات في منتصف العمر أمرًا حيويًا للتخلص من على دهون البطن. يمكن لحركات الباليه، والبيلاتس ورفع الأثقال أن تحدث فرقًا حقيقيًا.

تقول ماريا: "تعتبر تدريبات باري مثالية، حيث تساعد حركات وزن الجسم الصغيرة التي يتم التحكم فيها على بناء القوة وزيادة كثافة العظام. مع تقدمك في العمر، لن يتغير جسمك عن طريق القيام بتمارين التدريب المتقطع عالي الكثافة أو دروس القلب وحدها.

أنت بحاجة إلى تمارين أسوي القياس (تمرين ينطوي على انقباض عضلات معينة، معينة أو مجموعة من العضلات، في زاوية معينة ووضع ثابت ولا يتطلب الحركة) وتمارين غريبة الأطوار (إطالة العضلات ببطء)، والتي تعمل على عضلات قصيرة وطويلة"، وفقًا لـ ماريا.

لكن لا تتوقف عن المشي لمدة 30 دقيقة أو ركوب الدراجة لمدة 20 دقيقة سيطلق جميع الإندورفين الذي تحتاجه، ولن يكون قاسيًا على المفاصل.

تضيف ماريا: "يمكن أن يساعد التدريب المتقطع مرة في الأسبوع في دعم صحة القلب وتخفيف أعراض انقطاع الطمث، ممزوجًا بمزيج من اليوجا والتمدد".

العلاقة الحميمية 

العلاقة الحميمية لا تساعد في تخفيف التوتر فقط، بفضل كل الإندورفين، لكن يمكن أن تؤدي أيضًا إلى حرق السعرات الحرارية.

إذا كنت تكافح الرغبة الجنسية؟، فإن روب يوصي بتناول الأطعمة الغنية بالزنك، مثل المحار وجراد البحر واللحوم الحمراء والمكسرات والبذور والعدس، وكذلك الجينسنج، عن طريق المكملات الغذائية أو الشاي.

"يُعتقد أن للجينسنج تأثيرًا مجددًا يعمل على تحسين الطاقة الجسدية والعقلية بالإضافة إلى القدرة على التحمل - ومن ثم ارتباطه بالرغبة الجنسية"، بحسب خبير التغذية.

ترتيب تناول الطعام 

يؤثر ترتيب تناول الطعام بشكل كبير على مستويات الأنسولين في الدم، لذا من الأفضل تناول البروتين أولاً في أي وجبة. حتى بعض الخضروات يمكن أن تكون نشوية وتحتوي على كربوهيدرات، لذلك من خلال تناول البروتين في البداية، سيكون هناك تأثير أقل على مستويات الأنسولين، وفق بيبا.

كلما امتلأ تملأ جسمك بالأنسولين، ستزداد التقلبات في نسبة السكر في الدم، ويمكن أن يتسبب هذا التأثير المتقلب في الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وتخزين الدهون، والتهيج، حسب قولها.

البيض والسمك 

توصي بيبا بالتخلي عن الكربوهيدرات في وجبتي الإفطار والغداء لصالح البروتين، مع استبدال عصيدة الشوفان أو الجرانولا بوجبة إفطار غنية بالبروتين، مثل بيضتين مسلوقتين، أو سمك السلمون المدخن، أو مخفوق البروتين.

يساعد هذا على تعزيز التمثيل الغذائي الخاص بك في بداية اليوم. يجب أن يكون الغداء عبارة عن طبق كبير من السلطة مع مجموعة متنوعة من الخضروات الملونة والبروتين الخالي من الدهون؛ مثل الدجاج أو السمك أو التوفو.

أكل البحر الأبيض المتوسط

يوصي روب باتباع نظام غذائي متوسطي غني بالفواكه والخضروات والأسماك الزيتية (السردين والماكريل والسلمون) والحبوب الكاملة وزيت الزيتون، مع الوجبات التي لا تزال تحتوي على 25 في المائة تقريبًا من الكربوهيدرات (مثل الأرز والفاصوليا والبطاطس والخبز).

ويضيف روب: "خلال فترة انقطاع الطمث، يكون هذا النظام الغذائي مفيدًا لأنه يحتوي على العديد من الأطعمة النباتية - مواد تعمل مثل هرمون الاستروجين، الذي يؤدي انقطاع الطمث إلى نقصانه- والتي قد تساعد في إدارة الأعراض مثل الهبات الساخنة".

الوجبات الخفيفة 

نحب جميعًا تناول البطاطس الشيبسي بين الوجبات، لكن كلما تناولت كمية أكثر، كلما امتلأ جسمك بالأنسولين، وعانيت من تقلبات في نسبة السكر بالدم. لذا إذا كنت تتناول وجبات مغذية ومتوازنة ومليئة بالبروتين والألياف، فإن جسمك لن يحتاج إلى المزيد.

تقول بيبا: "بدلًا من ذلك، حاول تناول ثلاث وجبات صغيرة دون وجبات خفيفة". إذا كنت لا تستطيع تخيل الحياة بدون وجبات خفيفة، تناول حفنة من اللوز أو المشمش - كلاهما غني بالبورون، والذي يمكن أن يساعد في إدارة عملية التمثيل الغذائي وقد يمنع السمنة.

عوامل أخرى لزيادة الوزن

إذا كنت تفعل كل شيء وما زلت تعاني من دهون زائدة في البطن، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة في الغدة الدرقية. لذا قم بزيارة الطبيب إذا كنت قلقًا.

يمكن أن تساهم بعض الجينات أيضًا في السمنة. توضح بيبا: "إذا كان لديك تاريخ عائلي من السمنة أو داء السكري من النوع 2، أو من آسيا أو شرق الهند أو أمريكا الأصلية أو جزر المحيط الهادئ أو الشرق الأوسط، فمن المرجح أن تكون غير قادر على تحمل الكربوهيدرات".

لذلك، فإن الكميات الصغيرة من السكر أو النشا ستجعلك تفرز الأنسولين أكثر من غيره.