توصلت دراسة حديثة إلى أن السكر الاصطناعي، أو ما يعرف ببديل السكر، الذي يستخدم خصوصًا في المشروبات الغازية يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.

واكتشفت دراسة أجراها المركز الوطني الألماني للسرطان، أن الاشخاص البالغين الذين يتناولون السكر الصناعي لديهم "تغيرات مميزة للغاية في تكوين ووظيفة ميكروبيوم الأمعاء"، ممايؤدي إلى تغير قي مستويات السكر في الدم، وفقًا للنتائج التي نُشرت في دورية "سيل" الطبية.

وتشمل بدائل السكر - السكرين والأسبارتام - والموجودة في الآلاف من منتجات النظام الغذائي مثل المشروبات الغازية والحلويات والوجبات الجاهزة والكعك، وأيضًا العلكة ومعجون الأسنان.

التغيرات في تكوين ووظيفة ميكروبيوم الأمعاء

ولطالما نفى المصنعون أن يكون لبدائل السكر آثار ضارة على جسم الإنسان، بعدما لاحظ الباحثون في السابق أن مستويات السكر في الدم لاتتأثر بها.

لكن الدراسة الجديدة تدعو إلى توخي الحذر.

قال كبير المؤلفين، البروفيسور عيران إليناف من المركز الوطني الألماني للسرطان لموقع "ساوث ويست نيوز سيرفيس": "في الأشخاص الذين يستهلكون المحليات غير الغذائية، يمكننا تحديد التغييرات المتميزة جدًا في تكوين ووظيفة ميكروبيوم الأمعاء والجزيئات التي تفرزها في الدم المحيطي".

وأضاف: "يبدو أن هذا يشير إلى أن ميكروبيوم الأمعاء في جسم الإنسان يستجيب إلى حد ما لكل من هذه المحليات. عندما نظرنا إلى مستهلكي المحليات غير الغذائية كمجموعات، وجدنا أن اثنين من المحليات غير المغذية - السكرين والسكرالوز - أثرتا بشكل كبير على تحمل الجلوكوز لدى البالغين الأصحاء".

واعتبر أنه "من المثير للاهتمام، أن التغيرات في الميكروبيوم كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتغيرات التي لوحظت في استجابات نسبة السكر في الدم لدى الناس".

اقرأ أيضا:

الشيء الوحيد الذي يجب عليك تجنبه إذا كنت تعاني من الاكتئاب!

تغيرات نسبة السكر في الدم

ورصد الباحثون الظاهرة نفسها على الفئران في عام 2014، بدافع الفضول بشأن ما سيحدث للبشر، حيث تم فحص أكثر من 1300 شخص ووجدوا 120 شخصًا تجنبوا بشدة استخدام المحليات الصناعية في حياتهم اليومية.

وتم تقسيم هذه المجموعة إلى ست مجموعات - مجموعتان ضابطة وأربعة تناولوا كمية أقل بكثير من بدائل السكر اليومية سواء من الأسبارتام أو السكرين أو ستيفيا أو السكرالوز الذي أوصت به إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ثم حقنت العينات الميكروبية المأخوذة من الأشخاص في فئران خالية من الجراثيم، تمت تربيتها في ظروف معقمة تمامًا، وفي ظل عدم وجود بكتيريا أمعاء خاصة بها.

وأشارت نتائج التجربة في النهاية إلى أن تغيرات الميكروبيوم استجابةً للاستهلاك البشري للمُحليات غير الغذائية "قد تؤدي، في بعض الأحيان، إلى تغيرات نسبة السكر في الدم لدى المستهلكين بطريقة شخصية للغاية"، كما خلص البروفيسور إليناف، الذي أضاف أن تأثيرات المحليات قد تختلف. لكل فرد بسبب التركيب الفريد للميكروبيوم.

ووجدت الأبحاث السابقة أن المحليات الصناعية يمكن أن يكون لها تأثير سيء على عملية التمثيل الغذائي والتحكم في الشهية.

كما وجد تقرير نشرته المجلة الأمريكية للطب الوقائي في مارس أن التدخين الإلكتروني يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم ومرض السكري.