للمعصية أثر خطير على الإتسان فإنها نفقد صاحبها تركيزه بشكل كبير ويتشتت ذهنه سواء في الحفظ أثناء المذاكرة أو العمل، لأن الإنسان حينما يفكر في ارتكاب المعصية مثل التخطيط لشرب المخدرات، او الانشغال بامرأة، دائمًا ما يجد نفسه أسيرًا لذلك، فتزيد همه، وتجعله أقرب إلى الإنسان الذي يمشي وهو نائم ليلاً، فيشعر أنه كالمجنون أو الهائم على وجهه، وبالتالي يتعرض لمشكلات كبيرة نتيجة عدم تركيزه.
آثار الذنوب
فتشتت أمور الإنسان وقلة تركيزه سببها قلة التقوى ومقارفة الذنوب، ومما ذكره العلماء من آثار الذنوب الوخيمة حرمان العلم النافع، فالعلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور، وحرمان الرزق، ووحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا توازنها لذة.
كما أن التفكير في المعاصي يجعل الأمور صعبة سواء في العمل أو المذاكرة والدراسة، لأنها تشغل ذهن الإنسان عنهما، وتضعف القلب والبدن والعقل، وتمحق بركة العمر، فآفة العلم النسيان، وهذه الآفة تأتي لتشتت التركيز عنها بالمعصية والتفكير فيها، وعلاج ذلك يكون بالابتعاد عن المعصية كما قال القرآن الكريم: (واتقوا الله ويعلمكم الله) [البقرة: 282].
وقال الشافعي رحمه الله عن آثار الذنوب على ذاكرة الإنسان وحفظه:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ********* فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخــبرني بـأن العلم نـور ************** ونور الله لا يهدى لعاصي
فالعلم يحتاج إلى ذهن صااف ويحتاج إلى الصبر على طلب العلم، والمثابرة، وعدم الملل والضجر، والتذلل لذلك وليس الانشغال بالتفكير في الخروج مع أصدقاء السوء والسهر حتى مطلع الفجر، واقتراف الذنوب.
اظهار أخبار متعلقة
فالإنسان إذا أراد أن يلتزم بعمله ودراسته يجب عليه ملازمة الصالحين لأخذ العلم والصلاح عنهم، ولسؤالهم فيما لم يدركه فهمك، كما أن المعصية سبب حدوث الأضرار والشرور، ونزول العقوبات السماوية، وما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، قال تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } (الشورى:30).
عقوبات الذنوب
وقد ذكر الإمام "ابن القيم" - رحمه الله- عقوبات الذنوب في كتابه الجواب الكافي، وهي:
1- حرمان العلم النافع: فإن هذا العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئه، ولهذا كان السلف يرشدون تلاميذهم إلى ترك المعاصي؛ لكي يورثهم الله حقيقة العلم.
2- الوحشة بين العبد وربه: وهي وحشة لو اجتمعت لصاحبها ملذات الدنيا كلها لم تذهبها، ومن علاماتها وفروعها: الوحشة بينه وبين أهل التقوى والإيمان.
3- ظلمة في القلب
قال ابن عباس : [[ إن للحسنة ضياءً في الوجه ونوراً في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق ]].
4- تقصير العمر ومحق بركته: بمقدار ما تمرض القلب وتذهب حياته، فإن حقيقة الحياة هي حياة القلب وعمر الإنسان هو مدة حياته، فكلما كثرت الطاعة زادت حياته فزاد عمره الحقيقي، وكلما كثرت المعاصي أضاعت حياته وعمره.
5- أن العبد كلما عصى خفّت عليه المعصية حتى يعتادها ويموت إنكار قلبه لها، فيفقد عمل القلب بالكلية، حتى يصبح من المجاهرين بها المفاخرين بارتكابها.
روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار ) .
6- الذل: فالمعصية تورث الذل.