تسأل إحداهن (التعب من الحيض بعد انتهائه.. هل يبرر عدم الصلاة؟)، والحقيقة أن الأمر يحتاج لوقفة، لأن النساء، كل النساء، تتعرضن لهذا الأمر، ومنهن من تخطيء، ومنهن لا تعرف، ومنهن من قد تقع في خطأ حساب أيام الدورة الشهرية، كالسائلة، وهو أمر جلل، فالمرأة يجب عليها أن تعي جيدًا أيام حيضها، ومتى تنتهي، وما هي علامات الانتهاء منها، حتى تستحم للطهارة منها، ثم تكمل ما عليها من عبادات كالصلاة والصوم وغيرها من العبادات التي تمتنع عنها أثناء فترة الحيض، فإذا علمت المرأة أن أيام حيضها انتهت أتت الصلاة بعد الطهارة من فورها، ولا تتأخر ولا يأخذها في ذلك عذر تعب أو ما شابه.
علامات الطهارة
أما علامات الطهارة فتتوقف على شروط، إذ يجب على الفتاة أن تعرف الطهر من الحيض بإحدى علامتين، إما الجفوف التام، وإما بنزول القصة البيضاء.. وضابط الجفوف يتحقق بإمرار منديل ونحوه على ظاهر الفرج -وهو ما يبدو عند الجلوس-: فإن خرج نقيًّا؛ فقد حصل الطهر.. وأما القصة البيضاء فهي ماء أبيض، يدفعه الرحم عند انقطاع الحيض، ومتى نزلت تلك القصة، فلا عبرة بالصفرة، ولا بالكدرة، لو نزل شيء منهما بعد رؤية القصة البيضاء.
فما تراه المرأة من صفرة أو كدرة بعد الطهر؛ ليس له حكم الحيض على الراجح من أقوال العلماء؛ لقول أم عطية رضي الله عنها: «كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا»، وأما لو نزل شيء من تلك الإفرازات -صفرة، أو كدرة- متصلا بدم الحيض قبل تحقق الطهر برؤية علامته المعتادة لديك من جفوف تام، أو نزول القصة البيضاء؛ فيعتبر ذلك الإفراز حينئذ حيضا، فقد كان نساء الصحابة يرسلن إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بالقطن فتقول لهن: «لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء».
اقرأ أيضا:
يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكمانتهاء الحيض
لكن السؤال، هل يمكن الانتظار بعد انتهاء الأيام المعتادة للحيض إلى أن تجد الفتاة أن الدم قد انقطع لمدة يوم كامل مثلا، ثم تغتسل، وتقضي صلوات ذلك اليوم؟.. فالجواب، أنه لا يشرع ذلك، بل متى ما ترى الفتاة علامة طُهرها المعتادة، فعليها أن تبادر إلى الاغتسال والصلاة، ولكن عند الشك والتردد لكون انقطاع الدم حصل في زمن العادة لا بعد انتهائها، فلا بأس من الانتظار قبل الغسل للتأكد.. ومن العلماء من أجاز الانتظار بعد انقطاع الدم اليوم، أو نصف اليوم للتحقق من الطهر، إذا كان الانقطاع في زمن العادة، أما إذا تبين لك حصول الطهر من حين انقطاع الدم، فعلى الفتيات قضاء الصلوات التي تركتها في مدة التريث.