إن من براهين محبة العبد لنبيه ورسوله كثرة الصلاة عليه لاسيما في يوم الجمعة وقبل الدعاء.
والصلاة على النبي بجانب هي في الحقيق تنفع العبد نفسه وتجعله موصلا بالله وتسكن قلبه وتنير طريقه وتسهل له طرق الهداية وحب الخير.
من توقيرك لنبي كثرة الصلاة عليه :
الصلاة على النبي من مظاهر تمام التقدير وكمال التكريم والتوقير، وهذا الأمر الذي بدأ الله فيه بنفسه وثنى بملائكة قدسه، وأمر به المؤمنين من خلقه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}(الأحزاب:56).
قال البخاري رحمه الله: "قال أبو العالية: صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء"، وقال ابن عباس: (يصلون يبرِّكون) أي: يباركون. قال ابن كثير في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}[الأحزاب: 56]: "المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عبادَه بمنزلة عبده ونبيه وحبيبه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمَر تعالى أهل العالم السفليّ بالصلاة عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين".
الملائكة تصلي على من يصلي على النبي:
ومن بشريات الصلاة على النبي أن من يصلي على النبي تصلي عليه الملائكة ومن ثم فيلزم العبد المؤمن الذي يستجلب الرحمات أن يديم الصلاة على النبي؛ فقد صح عنه أنه قال: (ما من عبد يصلي عليّ إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي عليّ، فليقلّ العبد من ذلك أو يكثر).
الصلاة على النبي سبب في تكفير الذنوب:
ومن فضائل الصلاة على النبي أن تكون سببا مباشرا في رفع الدرجات وتكفير الذنوب والسيئات ففي الحديث [من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحُطّ عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات](رواه أحمد والنسائي)، وفي رواية: (كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورُدّ عليه مثلها).
كثرة الصلاة على النبي :
وكلما زاد العبد من الصلاة على النبي كان هذا خير له بل إنه يكون بقدر صلاته على النبي منشرح الصدر فقد روى الإمام الترمذي والحاكم عن أبيّ رضي الله عنه أنه [قال للنبي: إني أكثِر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير، قال: قلت: الثلث؟ قال: ما شئت، فما زدت فهو خير، قال: قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فما زدت خير لك، قال: قلت: الثلثين؟ قال: ما شئت، فما زدت خير لك، قال: قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تكفى همّك ويغفر لك ذنبك].
الرسول شفيع من يصلي عليه:
ومن فضائل الصلاة على النبي أن أولى الناس بالنبي يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : [أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً](رواه الترمذي)، وصحّ عنه أنه قال: [إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة](رواه مسلم).
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [أكثروا من الصلاة عليّ، فإن الله وكّل لي ملكا عند قبري، فإذا صلى عليّ رجل من أمتي قال الملك: يا محمد، إن فلان ابن فلان صلى عليك الساعة](صححه الألباني في الصحيحة)، ومن اللطائف قول بعض أهل العلم أن هذا باب من أبواب البر بالوالد أن تكون سببا في أن يذكر اسمه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وصح عنه أنه قال: [إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام](رواه أحمد والنسائي).