عمر الإنسان هو رأس ماله الحقيقي في رحلة الحياة وخلال سنواته يكون سعيه وحركته وما يصل إلى تحقيقه من أهداف سواء كانت من أجل دنياه أو أخراه.
ذكر ابن الجوزي في كتابه (المُدهِش) أن رجلًا كان يبيع الثلج، فكان ينادي عليه فيقول: «ارحموا من يذوب رأس ماله »قال واحد من السلف الصالح : لقد قرأت سورة "العصر" عشرين عاما ولا أفهم معناها..
كنت أفكر كيف يكون الأصل في الإنسان الخسران.. والله يؤكده بكل المؤكدات.. ثم يستثني الله الناجين من الخسران بصفات أربعة وهي: الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر؟
إلى أن سمعت يوماً بائعًا للثلج ينادي على بضاعته مستعطفا الناس فيقول:
"ارحموا من يذوبُ رأسُ مالِه"
لأن الثلج ماء متجمد..
وقطرة الماء التي تسقط لن تعود مرة أخرى..
هنا فهمت أن هذا هو معنى القسم في سورة "العصر"..
فرأس مالِك في الدنيا هو عمرك..
واللحظة التي تمر من عمرك لن تعود ثانية..
فكل واحد منا يذوب رأسُ ماله..
فانتبهوا لرأسِ مالِكم وهو الوقت الذي تحيا فيه.. قبل أن ينتهي الأجل..
ونحن من أهل الدنيا أم سنكون اين؟
أطال الله عمركم وأحسن عملكم
انتبهوا لمن يسرق منكم رأس مالكم..
، وكل واحدٍ فينا يعرف من الذي يسرقُ منه رأسَ ماله*
لا تضيّع لحظةً من رأس مالك.. وأنت لست في ذكرٍ لله أو طاعةٍ لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا:
سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور اللهاقرأ أيضا:
جبر الخواطر .. أعظم عبادة تقربك من الله .. فضائل لا تحصى لهذا الخلق تؤمن لك معية الرحمن في المخاطر