أخبار

الموت يوم الجمعة.. من علامات حسن الخاتمة .. وهذا هو الدليل

الشهيد.. أعظم نموذج عن حقيقة السعي

ستقف بين يدي الله.. سؤاله عن ذنوبك أشد من ذهابك إلى النار؟

لماذا الأخلاق في حياتنا.. هل وقفت على ما أدّبنا به القرآن؟

حلف على المصحف كاذبًا وهو جنب ليبرئ نفسه أمام زوجته من الخيانة ولا يهدم بيته.. ما الحكم؟

وقلوبهم وجلة.. هكذا المسلم يخشى عدم قبول عمله الصالح ولا يهدأ حتى يبشر بالجنة

إنْ كان الله هو الذي يهدي ويُضل.. لماذا يُحاسب الإنسان؟ (الشعراوي يجيب)

كل ركن من أركان الإسلام مكفر للذنوب.. أين يكمن الخطر؟

براعة وذكاء.. كيف جمع "الشافعي" العلم في طفولته وناظر أهل العلم؟

هل رأيت مبتلى؟.. ضع نفسك مكانه وتخيل حالتك تعرف كيف ميزك الله عليه

على من تتنزل الملائكة من غير الأنبياء؟ وبأي شيء تتنزل؟ وما أسباب وقوع المصيبة؟ (الشعراوي يجيب)

بقلم | فريق التحرير | الاحد 08 سبتمبر 2024 - 12:21 م

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت:30]
يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:

ثم يُبيِّن الحق سبحانه جزاء هؤلاء المؤمنين الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، ما جزاؤهم؟ { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ } [فصلت: 30] نعم ملائكة الله في السماء هذه المخلوقات النورانية التي لا عملَ لها إلا تسبيح الله، فلا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤُمرون، فحيث تنزل بالمؤمن شدةٌ أو يصيبه مكروه تتنزَّل عليه هذه الملائكة تُثبِّته فيعود إلى ما يجب أنْ يعودَ إليه من الصبر.فيقول: لا كربَ وأنت رب، أنا لي رَبٌّ قويٌّ قادر سيُفرِّج هَمِّي ويُزيل كَرْبي.

وهذا حال المؤمن حين يحزبه أمر وتضيق به أسبابه يلجأ إلى المسبِّب سبحانه، فيأتيه الإلهام من الله أنِ اصبر واحتسب، وربما كانت المصيبة امتحاناً من الله، أو كانت تكفيراً لذنب بدر مني فعاقبني الله به في الدنيا وعافاني منه في الآخرة، وهذه علامة حب الله للعبد أنْ يُعجِّل له العقوبة في الدنيا، ويغفرها له في الآخرة.

رد فعل المؤمن عند المصيبة 


لذلك كان الكفار يفرحون حين تصيب المؤمنين مصيبة، فعلَّم اللهُ نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول: { قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا } [التوبة: 51] فأنتم تفرحون إنْ نزلتْ بنا مصيبة، ونحن كذلك نفرح بها لأنها من الله، والمصيبة للمؤمن إما يكفِّر اللهُ بها من خطاياه، وإما يرفعه بقدرها درجاتٍ.

وعجيبٌ أن نرى البعض إذا أصابتْه مصيبة أو نزل به ما يكره لا يعالج أسبابها، ولا يفكر في تفاديها بعد ذلك، إنما يلجأ إلى نسيانها ويذهب إلى شُرْب المسكر الذي يساعده على النسيان.

وهذا خطأ فادح، فالنسيان لا يحلُّ مشكلة، إنما يحلُّها التفكير في أسبابها ومعالجة هذه الأسباب، فالمخدِّرات والمسكّرات تذهب بعقلك وتُفسده في وقت أنت في أشدِّ الحاجة إليه، حين يمرُّ الإنسانُ منا بمشكلة يحتاج إلى مزيد فكر، فكيف تذهب بعقلك في وقت أنت في أمسِّ الحاجة إليه؟ ألاّ ترى أنك تستعينُ بغيرك وتستشيره في حَلِّ مشاكلك حينما تضيقُ بك الأسبابُ؟


سبب المصيبة 


إذن: انظر إلى المصيبة، ما سببها إنْ كان لك دَخْلٌ فيه، وهي نتيجة تصرُّف خاطئ منك فأنت الملُوم، وعليك أنْ تُعدِّل من تصرفاتك وتعمل حساباً للعواقب، وهذه أول خطوة في طريق الإصلاح، كالطالب يذهب لمعرفة النتيجة آخر العام فيقولون له: أنت راسب فتعيده الصدمةُ إلى صوابه، ويصيح بأعلى صوته هذه الصيحة العقلية الواعية: أنا السبب، أنا المهمل، أنا أستحق.

أما إنْ كانت المصيبة لا دخْلَ لك فيها كالطالب الذي ذاكر دروسه واجتهد، لكن جاءه وقت الامتحان دَوار أو أصابه نسيان فلم يُوفَّق، فهذا قدر الله لا بدَّ أنَّ له حكمة، فهو شَرٌّ في طياته خير، هو ابتلاء من الله ينبغي أنْ نرضى به، وأنْ نتلمس له حكمة.

فنحن دائماً نحوم حولها، وصلنا أو لم نصِلْ، قُلْ ربما كنت مغروراً فأراد الله أنْ يكسرَ فِيَّ عُنْفوانَ الغرور، ربما لو وفقت كنتُ سأحسد، أو ربما لم آتِ بالمجموع المطلوب الذي كنتُ أرجوه، وهذه كلها نماذج يُؤيِّدها واقع الحياة.

والفعل لا يُؤخذ لذاته إنما بمصاحبة الفاعل، مَنْ هو؟ قلنا: لو دخل عليك ولدُك يسيل دمه لا يشغلك الدمُ بقدر ما يشغلك من الفاعل؟ لذلك تسأله أولاً: مَنْ فعل بك هذا؟ فإنْ قال عَمِّي مثلاً، تهدأ ثورتُك، وتقول له: لا بدَّ أنك فعلتَ شيئاً يستحق العقاب فعاقبك.أما إنْ قال لك: فلان، تغضب وتقيم الدنيا ولا تقعدها.

إذن: نقول خُذِ الفعلَ بمصاحبة فاعله، فإنْ كان من الله فارْضَ وابحث عن حكمته، ولا بدَّ أنك ستتوصل إليها وستحمد الله. كُنْ أمام الشدائد كالضرس ثابتاً في مكانه يمضغ لا يعنيه حُلواً ولا مُرًا، فإنْ كان البلاء في نفسه يتأدب، وإنْ كان في غيره يتعلم، فلا بدَّ أن لله حكمة.

سمعتم قصة الرجل الصيني الذي كان يتأمل الأحداث ويرى الحكمة فيها، قالوا: كان هذا الرجل مُحباً لتربية الخيول فكانت عنده مزرعة خيول، وفي يوم شرد منها حصان من أجود الأنواع، كانوا يسمونه (الطلوقة) وضلَ في المزارع، فجاءه الناس يواسونه. فقال لهم: وما أدراكم لعل في هذا الخير، ويكفي أنني لستُ سبباً في فَقْد هذا الحصان؟

وبعد أيام جاء الحصان يصطحب سِرْباً من الخيول حتى دخل المزرعة، فجاءه بعض الجيران يُهنئونه، فقال لهم: وما أدراكم أن في هذا نعمة؟ ولم يَمْضِ وقت طويل حتى ذهب ابنه يركب هذا الحصان، وكان مُغرماً به فأوقعه الحصان فكسر رِجْله، فجاءه الناسُ يواسونه فقال لهم: لعل في ذلك خيراً، وفعلاً جاء المسئول عن التجنيد فوجد الشاب قد كُسرتْ رجله فتركه.

أقدار الله 


إذن: علينا أنْ نفهم أن لله في أقداره حِكَماً، عرفها مَنْ عرفها، وجهلها من جهلها. لذلك نقول: إياك أنْ تأخذ شيئاً بالإكراه لأنك لا تدري أن الخير لك، وتذكَّر دائماً: { وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ } [البقرة: 216] { وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ } [البقرة: 216] لذلك يُعلِّمنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدرس فيقول: " اطلبوا الأمور بعزة الأنفس، فإنها تجري بمقادير ".

ويقول أحد العارفين في مناجاته لله: أحمدك على كُلِّ قضائك وجميل قدرك حمدَ الرضا بحكمك، لليقين بحكمتك.

وهكذا يريح الإنسان نفسه ويريح الدنيا من حوله، وهذه كلها من تنزُّلات الملائكة في قوله سبحانه { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ } [فصلت: 30]

كذلك من تنزُّلات الملائكة أنها تنزل على المؤمن ساعةَ يحلُّ الموتُ بساحته فيخاف ويحزن، لأنه سيترك نعيم الدنيا، فتتنزل عليه الملائكة تُطمئنه وتُبشِّره بنعيم آخر دائم وباقٍ في الآخرة، لا يزول كما يزول نعيم الدنيا.

{ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ } [فصلت: 30] يعني: مما أنتم مُقبلون عليه من أمور الآخرة، حتى إذا قصُرَت بكم أعمالكم فأنتم مُقبلون على ربٍّ غفور رحيم، فلا تخافوا ولا تحزنوا { وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } [فصلت: 30].

قلنا: البشارةُ الإخبارُ بخير وبما يسرُّ قبل أوانه، ومَنِ الذي يُبشرِّك بالجنة؟ والله لو إنسانٌ مثلك لكنتَ تشُكّ في قدرته على الوفاء، لكن إنْ كان الذي يُبشِّرك هو الله فثِقْ بما بُشِّرت به، فالذي بشَّرك بالجنة هو وحده القادر على الوفاء، حيث لا قوةَ تحولُ بينه وبين الوفاء البُشْرى.


الكلمات المفتاحية

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا الشيخ محمد متولي الشعراوي رد فعل المؤمن عند المصيبة على من تتنزل الملائكة من غير الأنبياء؟ ما أسباب وقوع المصيبة؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِال