مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
لاشك أن دورك "صعب" ومهمتك كذلك، وما يبدو هو أنك لم تعلمي جيدًا قبل الزواج حقيقة الوضع الذي قبلتيه بحسن نية.
حسن النية مطلوب ومهم، ولكن الادراك أيضًا للوضع، والعبء، والمسئولية التي أنت بصددها أهم.
ومن الادراك أن تعلمي أن رعاية أطفال أسهل بكثير من مثلها مع "مراهقين"، وأولاد زوجك على عتبات المراهقة، ولو أنهم أولادك فستتعبين نفسيًا، فما بالك وهم ليسوا كذلك؟!
أما سؤالك أنا أم أم زوجة أب، فالاجابة هي أنك زوجة والدهم، ولا يجب عليك أن تقومي مقام الأم، خاصة أنها على قيد الحياة، ويتواصلون معها.
مع بلغو أولادك زوجك هذه المرحلة العمرية بتغييراتها، لابد من أمران: أولهما التحدث مع زوجك ومناقشة الأمر، وثانيها أن تتثقفي نفسيًا وتربويًا عن هذه المرحلة، وتتعاملي في اطار رعاية أخف من السابق، فمن الضروري أن يعتمدوا على أنفسهم، وتخف الأعباء من عليك، وتكونين صديقة لهم أكثر منه أي شيء آخر.
فكري يا عزيزتي في طرقًا للتواصل معهم ومع والدتهم لا تشعرك بالضغط النفسي، ولا تشعريها أنك أصبحت والدتهم وأنك تحملين عبء الأمومة بالنيابة عنها!
صحيح أنك أنت من تقيمين مع الأولاد، لكنك تبقين "زوجة الأب"، ولابد أن تتحمل والدتهم جزءً من الرعاية وأعباء الأمومة على الأقل في الوقت الذي يقضونه معها، وليكن هذا الوقت بالنسبة لك هو للاسترخاء والترفيه ورعاية نفسك وتدليلها.
تفكيرك في ترك الأمر برمته وهدم حياتك الزوجية يشير إلى قيامك بدور ليس دورك وهو "الأمومة" والحل هو أن تعود الأمور إلى نصابها، وتتخففي من هذا الدور، لا أن تتخففي من حياتك الأسرية والزوجية كلها.
لا تقومي بدور "المنقذ" للأولاد، ولا دور "الأم"، ولا تلبسي دور "الضحية" لهم ولهذه الزيجة، ولكن أصلحي الأوضاع الخاطئة بتؤدة وهدوء وروية وحفاظ على نفسك ومكتسباتك واستقرارك.
لا تضحي بنفسك ولا بوقتك ولا طاقتك أو علاقتك بزوجك وحياتك الأسرية، ولكن وازني أمورك، وقومي بأدوارك وفقط، واطلبي المساعدة من الزوج وهو والدهم ولابد أن يتدخل، وكذلك والدتهم.
الحياة ليست أبيض أو أسود يا عزيزتي، فهذه طريقة تفكير خاطئة، ولن تخلو أي حياة ووضع اجتماعي لك من كدر، كل ما في الأمر هو ضرورة التريث، والتفكير، وعدم ترك المشاعر لتقود حياتنا فنرضى بدور صعب لا نعرف مقتضياته ومشكلاته ولا كيف نديرها ونتعامل معها، ثم نقلب الطاولة ونعلن عدم اللعب!!
جربي تغيير طريقة تفكيرك، وناقشي مع زوجك مستجدات المرحلة، عبري له عن حبك للأولاد وفي الوقت نفسه ضغوطك ومتاعبك، وأحسني ادارة مشاعرك، وحياتك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
دراسة: استخدام الأطفال للشاشات لوقت طويل يزيد من خطر الإصابة بالتوحداقرأ أيضا:
الضغوط النفسية عدوك الأول.. كيف تدافع عن نفسك قبل أن تفتك بك؟اقرأ أيضا:
لماذا يعاند الأبناء الأهل عندما تكون اختياراتهم لأحبائهم خاطئة؟