لا ينبغي أن نسارع بالحكم عل الناس والشق عن صدورهم كل ما علينا حسن المعاملة معهم ثم إحسان الظن بهم .
التوسط وعدم المبالغة:
ومن روائع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عديدة الفائدة أنه كان يعلم أصحابه التروي وتوسط حتى في العبادات ويجههم لما فيه الخير فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، فتجوّز رجل فصلى صلاة خفيفة فبلغ ذلك معاذاً فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنا قوم نعمل بأيدينا ونسقي بنواضحنا، وإن معاذاً صلّى بنا البارحة فقرأ البقرة، فتجوّزت فزعم أني منافق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( يا معاذ أفتّان أنت؟ - قالها ثلاثاً -، اقرأ {والشمس وضحاها} و { سبّح اسم ربك الأعلى } . ونحوها) متفق عليه واللفظ للبخاري، وفي رواية أخرى: ( فلولا صليت بسبح اسم ربك والشمس وضحاها والليل إذا يغشى، فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة) .
من فوائد الحديث:
وهذا الحديث احتوى على عدد من الفوائد منها أنه صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على التوجيه والتصحيح، أيضا يأمر بالتخفيف وعدم المبالغة لا سيما في العبادات الجماعية لاختلاف أحوال الناس .
الاعتدال مطلب شرعي:
أما العبادات الفردية فيمكن أن تطيل فيها وتبال بضوابط معينة لا تخرج بها عن حيز الاعتدال. كما ان من توجيها وفوائد هذا الحديث أنه فيه الأمر بعدم التسرع بالحكم على الناس بالنفاق وغيره فلا تظن أنك بما فعلت على صواب فالأمر ليس بطول العبادة وزلا بقصها بل له ضوابط معينة يلزم مراعاتها حتى تكون من أمرك على بصيرة.