ماذا يعني أن يكون المسلم عابدًا لله شاكرًا له لكنه شديد الغضب سريع الانفعال فمن كان هذا حاله فإنه يورط نفسه في مشكلات كثيرة وتجعله مكروها بين الناس.
إياك والغضب.. وصية نبوية:
ولأجل هذا فإن الغضب صفة مذمومة ولهذا فمن الوصايا النبوية ما رواه أبو هريرة رضي الله أنَّ رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (أوصني قال: لا تغضب فردَّد مرارًا، قال: لا تغضب) رواه البخاري.
وفي لفظ عند الترمذي : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: (يا رسول الله علمني شيئا ولا تكثر علي لعلِّي أعيه، قال: لا تغضب ، فردد ذلك مرارا كل ذلك يقول : لا تغضب ).
والكاظمين الغيظ:
ومما يستحسن بل ما يرغب فعله أن يملك ألا يعرض المسلم نفسه لما يغضبه حتى لا يقع في أخطاء فإن تعرض لها فه مأمور بضبط النفس وكظم الغيظ قدر الوسع والطاقة، ولهذا مدح الله من يكظم غيظه وجعله من المحسنين فقال: "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
ليس الشديد بالصُرعة:
ولا يتوهمن إنسان أن الشديد بالصرعة بل الشديد حقا هو من يستطيع رد غيظه والتحكم في نسه حتى لا ينفعل، من أجل ذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشديد من يملك نفسه عند الغضب، فعن أبي هُريرة رضي الله ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشَّديد بالصُّرعة ، إنما الشَّديد الذي يَملك نفسه عند الغضب) رواه البخاري ومسلم.
كيف أكون هادئا؟
وعلى المسلم ان يدرب نفسه على م يجلب له الهدوء وراحة البال حتى لا يكون عصبيا منفعلا، وهناك وسائل نبوية أرشدنا إليها رسول الله منها التعوذ بالله من الشيطان :كما في رواية سليمانَ بن صُرَد رضي الله عنه قال : (استبَّ رجلان عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس ، وأحدهما يسبُّ صاحبهُ مغضباً قد احمرَّ وجهُه، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهبَ عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشَّيطان الرجيم، فقالوا للرجل : ألا تسمعُ ما يقول النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إني لست بِمجنون ) رواه البخاري ومسلم.
أيضا من الوسائل التي تجنبك الغضب أن تصمت لما روى ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا غضب أحدكم فليسكت ، قالها ثلاثا ) رواه أحمد.
ومن الوسائل أيضا لتجنب الغضب أن تجلس أو تضطبع لما روى أبو ذر رضي الله عنه أنَّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:( إذا غضب أحدكم وهو قائِم ، فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) رواه أبو داود.