لا تقتصر الإصابة باكتئاب الولادة على النساء فقط كما قد يظن البعض، فالزوج كذلك يمكن أن يصاب بالاكتئاب خلال الأشهر التي تلي الولادة، في ظل تغيير هائل في الحياة. يمكن أن يحدث في وقت واحد، وفقًا لدراسة حديثة.
ونظر باحثون من كلية لندن الجامعية في 23 دراسة سابقة، ببيانات أكثر من 29 ألفًا من الأزواج، ووجدوا أن حوالي 3 من كل 100 من الأزواج عانوا من اكتئاب ما بعد الولادة المتأخر، عندما كان عمر طفلهم يتراوح ما بين 3 إلى 12 شهرًا.
وفي نحو 2 من كل 100 من الأزواج، كان كلا الوالدين يعاني من اكتئاب ما قبل الولادة (قبل ولادة الطفل) واكتئاب ما بعد الولادة المبكر، أي ما يصل إلى 12 أسبوعًا بعد الولادة، وفقًا للنتائج التي نشرت في دورية "جاما نتورك أوبن".
وأظهرت الدراسات السابقة، أن وجود تاريخ من اضطرابات المزاج لدى كلا الوالدين يزيد من فرصة إصابة الأم و / أو الأب باضطراب عقلي.
وأظهرت أبحاث أخرى أن حوالي 10 في المائة من الآباء عانوا من الاكتئاب أثناء حمل الزوجة، وحوالي 9 في المائة في السنة الأولى بعد الولادة.
تضمنت المراجعة دراسات من 15 دولة. لكن أحد القيود هو أن البلدان استخدمت مجموعة متنوعة من أدوات الفحص المختلفة.
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
وجدت الدراسة أن الأمهات كن أكثر عرضة للإصابة باضطراب المزاج قبل الولادة أو بعد الولادة، إذا عشن مع ضغوطات الحياة المبكرة، ويعانين من قلة الدعم الاجتماعي، وتعرضن لعنف من الشريك.
وفي الآباء، ارتبطت زيادة مخاطر اضطراب المزاج خلال الفترة المحيطة بالولادة بانخفاض مستويات التعليم والبطالة، وانخفاض الدعم الاجتماعي، والضائقة الزوجية.
وقالت الدكتورة كارا سميث، طبيبة التوليد، والمؤلفة المشاركة قي الدراسة المشاركة: "كان هناك الكثير من المؤلفات حول الصحة العقلية للأم، لكننا بدأنا للتو في إدراك أهمية صحة الرجال أثناء الانتقال إلى الأبوة".
وأضافت: "ومع ذلك، فإن الهيكل الحالي للرعاية في الفترة المحيطة بالولادة لا يشمل عادةً الشريك، لذلك شعرنا أنه من الضروري النظر إلى وحدة الوالدين. ولأن الصحة العقلية لكلا الوالدين تؤثر على علاقتهما بالمولود، وصحة حديثي الولادة، كما أنه مجال مهم للتحقيق".
وتابعت: "نعلم من الأبحاث السابقة أنه عندما تصاب الأمهات بالاكتئاب، تزداد فرصة إصابة الآباء بالاكتئاب أيضًا. يرتبط قلق الفترة المحيطة بالولادة بالاكتئاب لدى الأمهات، ويزيد خطر القلق لدى الآباء الجدد بأكثر من ثلاثة أضعاف عندما تصاب الأمهات بالاكتئاب".
اقرأ أيضا:
طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟فحص اضطرابات الصحة العقلية
الدكتورة كيمبرلي يونكرز أستاذ الطب النفسي بكلية الطب، والمركز الطبي بجامعة ماساتشوستسو، والتي لم تشارك في الدراسة، قالت: "الرسالة التي يتم أخذها إلى المنزل هي (إنجاب طفل) حدث رائع، لكنه ليس حدثًا خالٍ من التوتر أيضًا".
أضافت أنه من المنطقي أنه عندما يكون الشريك مريضًا فإن ذلك يزيد من الضغط على الشريك الآخر. وتابعت: "من الواضح أن الأفراد الذين لديهم تاريخ سابق من الاكتئاب معرضون لخطر الإصابة بنوبة اكتئاب أو أعراض اكتئابية أثناء فترات التوتر الشديد".
وأوضحت أن الحلول يمكن أن تشمل فحص اضطرابات الصحة العقلية خلال الأشهر التي تلي ولادة الطفل، وتحديد الموارد التي يمكن أن تدعم الناس، وتوفير التعليم حتى يعرف الآباء الجدد ما يمكن توقعه.