يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الله الشعراوي:
الله تعالى هداك للاختيار، وقال لك: افعل كذا، ولا تفعل كذا، ودلك على كذا، وجعل لك هداية قسرية ليصلح بها نظام الكون حولك، وجعل لك هداية اختيارية، لماذا؟ لأنه أراد منك أن يكون لك شيء من الاختيار لتقبل على الله إن أقبلت بحب لا قهر، وكان يقدر ألا يجعل أحدًا يكفر به، لكنه لم يرد ذلك.
فقد ثبتت له صفات القهر في كل ما خلق من ملك وملكوت، وبقى أن تثبت له صفات المحبوبية، أنه محبوب، ولذلك أنا أؤمن به، وأنا أختار ألا أؤمن به، وهذا هو معنى كلمة اختيار، لأنه يحب أن يجد من الناس من يقدّرون نعمته عليهم، فيقبلون عليه وعندهم استعداد ألا يقبلوا.
والملائكة لأنهم مقهورون فلا يستطيعون المعصية، وإنما الحق سبحانه وتعالى يريد أن يتحمل كل شيء، بأن هناك خلقًا يحبونه فيقبلون عليه، ولديهم اختيار في ألا يؤمنوا به، لكن هذا الاختيار حكمه بماذا؟ بـ أفعل كذا، ولا تفعل كذا، حتى يستقيم أمر الحياة لك.
اقرأ أيضا:
عزازيل صاحب النوايا الخبيثة.. قصة الشيطان من الأسر للغواية