كثيرة هي الصفات التي نقلت لنا عن خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، فأي هذه الروايات أصح؟.. بالتأكيد أن سبب اختلاف الروايات في وصف الواصفين لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ترجع إلى كمال صفاته، وأنها الأجمل على الإطلاق، فأوصافه صلى الله عليه وسلم ثابتة لا تتغير، ولكن المُتَغيِّر هو نظر الناظرين، مع اختلاف مقاييس الجمال في أعينهم، فكان كل منهم يراه على أكمل وأجمل وجه من وجهة نظره، فيصفه بما يحب من أوصاف الجمال عند الرائي، والمرئي واحد صلى الله عليه وسلم، فقد حبى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بصفات عظيمة جليلة، صفات خُلقية وخَلقية، تجعله الأفضل على الإطلاق خُلقًا وأخلاقًا.
صفاته الجسدية
أما عن بعض صفاته، فقد كان صلى الله عليه وسلم متوسط القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير، بل بين بين، كما أخبر بذلك البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً -متوسط القامة-، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء، لم أر شيئًا قط أحسن منه».
وكان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون، لين الكف، طيب الرائحة، دل على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون- أبيض مستدير- ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم».
فيما كانت أم سليم رضي الله عنها تجمع عرقه صلى الله عليه وسلم، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال -أي نام نومة القيلولة- عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت -تجمع- العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب».
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينوجهه كالقمر
كثيرون هم من شبهوا نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم بوجه القمر، فعن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: «فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه».
وكان وجهه صلى الله عليه وسلم مستديرًا كالقمر والشمس ، فقد سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: «لا بل مثل القمر»، وفي مسلم «كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديرًا»، وكان أيضًا صلى الله عليه وسلم كث اللحية، كما وصفه أحد أصحابه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «وكان كثير شعر اللحية».