اقرأ أيضا:
عزازيل صاحب النوايا الخبيثة.. قصة الشيطان من الأسر للغواية(ألم.. ألر.. حم.. .. طه.. كهيعص.. ق.. طسم.. يس.. ص.. عسق.. ن).. لاشك أن هذه الحروف المقطعة من معجزات القرآن الكريم، عددها 14 حرف جُمعت في نص حكيم قاطع بليغ له سر عظيم وقد بدأ الله بها 28 سورة من سور القرآن الكريم.
وقد اختلف في معانيها المفسرون، وكل هذا يجعلك تتوقف بإجلال أمام هذا الكتاب وتتيقن أنه جاء يدعو للتأمل والتدبر والإبداع وإعمال الفكر، وكذلك تتيقن أنه: «فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ».
لكن أول أمرٍ يلفت نظر المتدبر في هذه الحروف هو ما يلي هذه الحروف من عبارات ، إذ نجد هذه العبارات -في الغالب- من قبيل: «ذَلِكَ الْكِتَابُ» ، أو «كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ» ، أو «تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ» ، أو «كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ» ، أو «تَنزِيلُ الْكِتَابِ» ، أو «وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ» ، أو غيرها، مما يكشف عن وجود علاقة وطيدة بين هذه الحروف وآيات القرآن المبين.
تحدي فصحاء العرب
على الرغم من السر الذي يكتنف استخدام هذه الحروف العظيمة، إلا أن غالبية العلماء يقولون إن المولى عز وجل أراد من استخدامها أن يتحدى بها العرب المعروفين ببلاغتهم وتفوقهم اللغوي، وكأنه يقول لهم: (آيات هذا الكتاب أو التنزيل أو القرآن إنما جاءت بهذه الحروف التي بين أيديكم وفي لغتكم، فهل تقدرون على الإتيان بسورة واحدة منه؟).
إذن هي سر الله في القرآن وهي من المتشابه، الذي انفرد الله بعلمه ولا يجوز أن يتكلم فيه، ولكن نؤمن بها ونقرأها كما جاءت.
فقد روي عن أبى بكر الصديق، والفاروق عمر بن الخطاب، وسيدنا عثمان، وعلي بن أبى طالب، وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين، أنهم قالوا: «الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر»، إذن والله أعلم، إن هذه الاحرف من المتشابه الذي لا يعرفه الا الله جل وعلا لقوله تعالى: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ».
اقرأ أيضا:
مسجد الجن.. ماذا تعرف عنه؟ وقصة سماع الجن للقرآن؟اختبار من الله
إذن علينا الانصياع لما جاء في القرآن مع الانبهار بما فيه، ويروى أن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ»، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم».
ومن ثمّ فإن الله جل وعلا قد ستر معاني هذه الأحرف عن خلقه اختبارًا منه عز وجل وامتحانًا لنا، فمن آمن بها نال السعادة في الدارين، ومن كفر وشك لاشك فهو آثم، وشأنها شأن كثير من الأفعال التي كلفنا بها ولا نعرف وجه الحكمة فيها، كرمي الجمرات، والسعي بين الصفا والمروة.