سورة البقرة هي أطول سور القرآن الكريم، أنزلها 70 ألف ملك على قلب خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها من العبر والحكم وأساليب الحياة التي تدفعنا دفعًا نحو التفوق والنجاح في الحياة، بل وفي الآخرة أيضًا، وقد سميت سورة البقرة بهذا الاسم، لأن الله تعالى أخبرنا فيها بقصة البقرة التي حدثت في عهد نبي الله موسى عليه السلام، وهي قصة عظيمة يبين الله فيها حال الناس في تعاملهم الله عز وجل.
فالله تعالى لا يريد منا أن نشدد على أنفسنا، فكلما ضيقت على نفسك حُوسبت، فلا تشتهي ما لا تقدر عليه، واقنع بما لديك وبما تعرف واتقنه، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ».
منافع جمة
لو تدبرنا فضل سورة البقرة، سنجد أن لها مناقب ومنافع جمة لا يمكن حصرها، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، ومن ذلك على سبيل العموم، أن أخذها بركة، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة»، وقد ثبت في الحديث مشروعية قراءة القرآن وسؤال الله تعالى ما يريد العبد من الحاجات.
فقد ثبت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما رواه عنه عمران بن حصين: «اقرؤوا القرآن, وسلوا الله به، قبل أن يأتي قوم يقرؤون القرآن فيسألون به الناس»، فما بالنا لو كانت هذه الآيات هي سورة البقرة، إذ أن العلماء يشددون على ضرورة قراءتها ولو مرة في الأسبوع لما لها من أفضال عديدة، أقلها طرد الحسد والحقد والجن والشياطين من البيوت، فما بالنا بأعظمها!.
اقرأ أيضا:
"لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"؟.. لن تصدق ما فعله الصحابة عند سماع هذه الآية؟ (الشعراوي يجيب)قراءة سورة البقرة
أي بيت لا تقرأ فيه سورة البقرة، يكون كالقبر، فقد صح ذلك عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح مسلم وغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة».
لذلك حث النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم على قراءتها، ذلك أنها إحدى الزهراوين، وقال صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة».