توصلت دراسة جديدة إلى أن الإجهاد يضعف جهاز المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة.

ويقول الباحثون، إن الأحداث المؤلمة وضغط العمل والضغوط اليومية والتمييز قد تسرع جميعها من شيخوخة الجهاز المناعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأمراض الأخرى، بما فيها كوفيد – 19.

ولمعرفة الدور الذي يلعبه التوتر في إضعاف جهاز المناعة، حلل الباحثون ردود أكثر من 5700 شخص فوق سن الخمسين، أكملوا استبيانًا قيموا خلاله تجاربهم مع الإجهاد الاجتماعي، بما فيها أحداث الحياة المجهدة، والضغط المزمن، والتمييز اليومي، والتمييز مدى الحياة.

قدم المشاركون أيضًا عينات دم تم تحليلها باستخدام تقنية تسمى قياس التدفق الخلوي، والتي تحسب وتصنف خلايا الدم أثناء مرورها أمام الليزر.

ووجد الباحثون، أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستوى الإجهاد لديهم أجهزة مناعية أقدم على ما يبدو، وعدد أقل من الخلايا التائية الجديدة التي تقاوم الأمراض والمزيد من خلايا الدم البيضاء المهترئة، وفق النتائج التي نُشرت في "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم".

الخلايا التائية الجديدة

قال الباحث الرئيسي إريك كلوباك، باحث ما بعد الدكتوراه بكلية "يو إس سي ليونارد ديفيس" لعلم الشيخوخة بجامعة جنوب كاليفورنيا: "هناك حاجة إلى الخلايا التائية الجديدة للاستجابة للعدوى الجديدة مثل (كوفيد – 19) ولفعالية اللقاح... قد تساعد الشيخوخة المناعية في تفسير سبب زيادة احتمالية إصابة كبار السن بحالات الإصابة الشديدة بـ كوفيد – 19 واستجاباتهم الضعيفة للقاحات".

وحذر أيضًا من أن التدخين وشرب الكحوليات، وعادات نمط الحياة المحفوفة بالمخاطر والتي غالبًا ما تكون استجابة للتوتر، يمكن أن تضعف أيضًا جهاز المناعة.

وأضاف: "قد تساعد هذه السلوكيات الصحية في تفسير الصلة بين الإجهاد والشيخوخة المناعية. الأشخاص الذين يعانون من ضغوط أكبر قد يكونون أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات صحية محفوفة بالمخاطر. قد تقلل هذه السلوكيات من إنتاج خلايا تائية جديدة".

لكن الشيء السار، أن الامتناع عن الشرب أو التدخين قد يساعدان في تعويض بعض الشيخوخة المناعية المرتبطة بالتوتر.

غير أنه حتى مع إجراء تغييرات في نمط الحياة، يبدأ الجهاز المناعي بشكل طبيعي في الضعف مع التقدم في السن، وهي حالة تسمى "التنكس المناعي".

 ويتسبب ضعف المناعة نتيجة عامل السن في ظهور العديد من خلايا الدم البيضاء المهترئة، وعدد قليل من خلايا الدم البيضاء الجديدة التي يمكنها محاربة العدوى. ويرتبط ضعف الجهاز المناعي بالسرطان وأمراض القلب وخطر الإصابة بالأمراض المعدية، مثل الالتهاب الرئوي.

اقرأ أيضا:

"بديل الفياجرا" لعلاج الضعف الجنسي لدى مرض السكري

عدوى الفيروس المضخم للخلايا

وقال كلوباك إن التفسير الآخر المحتمل لضعف جهاز المناعة هو عدوى الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، وهو عدوى شائعة ثبت أن لها تأثيرات كبيرة على جهاز المناعة".

وأضاف: "للحفاظ على الفيروس المضخم للخلايا تحت السيطرة، يجب على الجهاز المناعي تخصيص قدر كبير من الموارد له، مما يعني إنتاج الكثير من الخلايا التائية للتعامل معه، والتي سيبقى بعضها كخلايا قديمة غير عاملة".

وأظهرت الأبحاث، أن الإجهاد الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تنشيط الفيروس المضخم للخلايا، مما يجبر جهاز المناعة على تخصيص المزيد من الموارد استجابةً لذلك.

وتابع كلوباك: "في دراستنا، قلل التحكم في الفيروس المضخم للخلايا أيضًا من الارتباط بين الإجهاد وصحة الخلايا التائية. لذلك، قد يكون أحد المسارات هو أن الإجهاد المزمن يتسبب في إعادة تنشيط الفيروس المضخم للخلايا بشكل منتظم، مما يؤدي إلى زيادة عمر الجهاز المناعي"، لذا، فإن تطوير لقاح فعال للفيروس المضخم للخلايا يمكن أن يساعد في تخفيف شيخوخة الجهاز المناعي، وفق قوله.