مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك، أقدر مشاعرك، وحزنت لحكمك على نفسك بالفشل.
جملتك "أنا فاشل في العلاقات "، موجعة، ففارق كبير بين فشل في تجارب علاقات وهذا طبيعي ومحتمل لكل الناس، وبين الحكم أنك شخص فاشل في العلاقات، هذا حكم وتعميم خاطيء بكل تأكيد.
والحقيقة أنه قبل أن نسعى لعقد الصداقات وإقامة العلاقات مع الآخرين، واجبنا أن نقيم علاقة جيدة وصحية مع أنفسنا، نكتشفها ونتعرف على ميزاتها وعيوبها ونقبلها جميعها، ونتعرف من خلال هذا على المعوقات الداخلية التي هي السبب وراء عدم وجود علاقات وصداقات حقيقية وجيدة.
المطلوب منك أن تقترب من نفسك، وتتعرف عليها، وتتعلم عنها، وتتلامس مع مشاعرك، وتتعرف على احتياجاتك، ومخاوفك، أولًا وقبل اي شيء.
هذا هو يا عزيزي المطلوب من كل شخص أن يفعله تجاه نفسه، وبدون هذا يعيش في الجحيم، ويبقى طويلًا متخبطًا، تائهًا، يعيش حياة مزيفة، وعلاقات مزيفة، لأنه لم يعرف نفسه ويعيش مع نفس هي الأخرى، مزيفة!
لا يعرفنا زملاء العمل على ذاتنا، ولا الصداقات العشوائية، بل العلاقات الحقيقية، الصادقة.
وعن تجربتي الشخصية في هذا أستطيع القول أنني تعرفت على نفسي من خلال ورش النضج الذاتي، والكبران النفسي، وهي ورش تكون مع مجموعات تشعرك بأنك لست وحدك، وتتعلم من خلالها بواسطة برامج علمية نفسية مع متخصصين عن الرحلة نحو الذات.
وهذا ما يمكنني نصحك به، أن تفتش عن هذه الورش، والبرامج، ومجموعات الدعم النفسي هذه، وستجدها بكثرة، فانتقي منها ما يناسبك، وسارع للالتحاق بها، ولا تنس أن "شغلك على نفسك" هو الأهم دائمًا، وهذا يمكنك فعله بالتثقيف النفسي الذاتي، والتعلم عن طريق الانترنت، فهناك مئات الآلاف من الصفحات، والفيديوهات، التي ستساعدك في هذا، المهم أن تكون مصادرها علمية ومتخصصة بالفعل وموثوقة.
رحلة سعيدة يا عزيزي، بل هي أجمل رحلات الحياة، وأوجبها، تلك التي ستتعرف من خلالها على نفسك ومن ثم تكون جاهزًا لعقد صداقات وإقامة علاقات صحية ونافعة مع الآخرين، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.