الفم هو الشيء الوحيد الذي نستخدمه باستمرار، في الكلام، والطعام، وبخلاف أنه يجب تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين في اليوم واستخدام الخيط، فهناك أشياء أخرى لا يعرفها الكثير منا فيما يتعلق بهذا الجزء الحيوي من الجسم، وماذا يقول عن باقي جسمك؟

وفي الغالب، لا يلجأ الناس إلى طبيب الفم والأسنان لإجراء الفحص، إلا عند الشكوى من أمر، لكن الأمر يستحق الاهتمام والعناية أكثر من ذلك، لأنه قد يكون مفتاحًا للكشف عن الأعراض المبكرة للأمراض، مما يساعد على التدخل الدوائي قبل تفاقم المشكلة.

يقول طبيب الأسنان جيمس جولنيك، إن "الفم هو حارس البوابة للجسم بالكامل، وطبيب الأسنان هو الوحيد المدرب على اكتشاف العلامات المبكرة للمشاكل (...) كطبيب أسنان، أنا لا ألاحظ فقط علامات تسوس الأسنان وأمراض اللثة، أنا أبحث عن تشوهات وعلامات مبكرة للمرض في عضلات رقبتك وغددك".
.
لذلك لا تتأثر صحة الفم والأسنان فقط إذا لم نجر فحوصات الأسنان مرتين في السنة، كما يدعو أطباء الأسنان، بل قد نفتقد إلى اكتشاف العلامات الحيوية حول صحتنا بشكل أوسع، من مرض السكري إلى السرطان واضطرابات الأكل، وفقًا لصحيفة "ذا صن".

ويكشف الخبراء عن الأخطار الكامنة في الفم، وذلك على النحو التالي:

الكتل والقروح

عادةً ما تؤدي قطرة من علاج "بونجيلا" لتقرحات الفك إلى التعافي بسرعة كبيرة، ولكن إذا بقيت الكتل الحمراء المؤلمة، فقد تشير إلى شيء أكثر خطورة.

يقول جيمس: "القرحة التي تستغرق أكثر من 10 أيام للشفاء يمكن أن تكون بسبب ضعف جهاز المناعة أو نقص الحديد أو فيتامين ب 12 أو فيروس الورم الحليمي البشري الفموي أو سرطان الفم".

وتقول الدكتورة سوزي لويد، طبيبة الأسنان، إنها يمكن أن تكون ناجمة عن العديد من الأشياء: "أطقم الأسنان غير الملائمة، وانبعاث ضرس العقل، والالتهابات، والأدوية، وأوجه القصور في النظام الغذائي، أو التلف الذي يحدث أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة".

وأشارت إلى "أنها شائعة جدًا. ولكن إذا كان لديك قرحة بالفم لا تلتئم، فقد حان الوقت لطلب بعض المساعدة".

ولا يقتصر الأمر على القرح التي يمكن أن تشير إلى الإصابة بسرطان الفم. وفقًا لهيئة الرعاية الصحية في بريطانيا، يمكن أن تستمر الكتل غير المبررة في الفم أو الرقبة ولا تختفي.

اظهار أخبار متعلقة

نزيف وتورم اللثة

قد يكون نزول بضع قطرات من الدم بعد استخدام الخيط في تنظيف الأسنان مدعاة للقلق، ولا يجب تجاهلها، لأنه وكما يقول جيمس: "يعتبر نزيف اللثة علامة على وجود التهاب في الجسم وتقليل جهاز المناعة".

يمكن أن تشير اللثة المنتفخة أيضًا إلى وجود حمل. يكشف جيمس: "غالبًا ما نلاحظ متى يكون مرضانا حوامل بمجرد النظر في أفواههم"، مشيرًا إلى أن الأعراض تشمل تورم اللثة ونزيفًا أكثر من المعتاد.

حتى أنه يمكن لأطباء الأسنان اكتشاف أن المرأة حامل قبل أن تفتح فمها، كما يلاحظ جيمس، إذ "سيشعر البعض بالغثيان عند وضع الكرسي بشكل مسطح!"

جفاف الفم 

يقول جيمس: " قد يشير جفاف الفم أو وجود طبقة بيضاء على اللسان إلى مرض السكري"، لأن جفاف الفم أمر شائع لدى مرضى السكري، وأيضًا أحد أعراض ارتفاع السكر في الدم (ارتفاع مستويات الجلوكوز).

إلى جانب ذلك، "يمكن أن يشير جفاف الفم أيضًا إلى مرض القلاع أو نقص فيتامين ب"، بحسب طبيب الأسنان.

تآكل الأسنان وتسوسها

يعد تآكل مينا الأسنان من الأشياء الرئيسية التي يعاني منها شخص ما نتيجة اضطراب الأكل، بسبب القيء المتكرر، مما يشير إلى اضطرابات الأكل، مثل الشره المرضي، كما أنه يرتبط بزيادة تسوس الأسنان، لأن "القيء يحتوي على أحماض في المعدة، والتي تعتبر أكالة وقوية بما يكفي لتقليل طبقة المينا التي تحمي أسنانك"، بحسب سوزي.

"يزيد التآكل من خطر التسوس، ويسبب الحساسية، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الأسنان. في مثل هذه الحالات الحساسة، واجبنا كأطباء أسنان هو فهم سبب أي تآكل ومعالجته، وفقًا لذلك إذا شعرنا أن شخصًا ما قد يظهر عليه علامات اضطراب في الأكل، فنحن نوجهه للحصول على المساعدة وسؤاله عما إذا كان يرغب في إحالته إلى طبيبه العام".

عندما لا يتعلق الأمر باضطراب الأكل، فقد يكون الطعام هو المسؤول عن ذلك. يقول جيمس: "يعطينا تسوس الأسنان دليلًا على أن نظامك الغذائي يمثل مشكلة"، لأن "الأسنان البالية أو الرقيقة أو الحساسة يمكن أن تشير إلى نظام غذائي عالي الحموضة أو ارتجاع حمضي."

مرض في اللثة

يمكن أن يؤدي مرض اللثة إلى فقدان الأسنان وانبعاث الرائحة الكريهة، ولكنه يشير أيضًا إلى مجموعة من المشكلات المحتملة الأخرى، إذ "تُظهر الأبحاث وجود روابط بين أمراض اللثة وحالات مثل السكري وأمراض القلب وضغط الدم"، وفقًا لـ جيمس.

بيوفيلم البلاك البكتيرية

يمكن أن يشير تراكم البلاك إلى ما هو أكثر من مجرد الحقيقة بأنك بحاجة إلى أن تكون أكثر عناية واهتمامًا عند تنظيف الأسنان بالفرشاة. "إذا كان الفم يحتوي على الكثير من اللويحات البكتيرية، فإن النظريات تشير إلى أنه من الممكن أن تستنشقها وتنشر البكتيريا إلى رئتيك"، بحسب سوزي.

وأضافت: "في حين أن أطباء الأسنان لا يمكنهم تشخيص ما إذا كان المريض يعاني من مشكلة في الرئة، إذا كان لديهم صحة فم سيئة ، فهناك دليل على أن اللويحة البكتيرية المنتفخة يمكن أن تسبب العدوى أو تفاقم حالة الرئة، خاصة عند كبار السن."

لذا تقول سوزي إنه من الضروري تحسين صحة الفم للمساعدة في تجنب مثل هذا السيناريو: "اغسل أسنانك بالفرشاة مرتين يوميًا باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، مع إيلاء اهتمام خاص لمكان تجمع البلاك حول خط اللثة، واستخدام الخيط، أو استخدام الفرشاة بين الأسنان مرة واحدة يوميًا للوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها لتنظيف ما بين أسنانك."