كيف يقول القرآن: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" وفي آية أخرى يقول: "إنما المؤمنون إذا ذكر الله وجلت قلوبهم"؟ (الشعراوي يرد على المستشرقين)
بقلم |
فريق التحرير |
الاحد 12 يونيو 2022 - 11:40 ص
{... أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب} [الرعد: 28].
يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:
وقد حاول المستشرقون أن يقيموا ضَجَّة حول قوله تعالى: {... أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب} [الرعد: 28]. وتساءلوا: كيف يقول القرآن هنا أن الذِّكْر يُطمئِن القلب؛ ويقول في آية أخرى: {إِنَّمَا المؤمنون الذين إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ...} [الأنفال: 2]. فأيُّ المعنيَيْنِ هو المراد؟ ولو أن المستشرقين قد استقبلوا القرآن بالمَلَكة العربية الصحيحة لَعلِموا الفارق بين: {... أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب} [الرعد: 28]. وبين قول الحق سبحانه: {إِنَّمَا المؤمنون الذين إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ...} [الأنفال: 2]. فكأنه إذا ذُكِر الله أمام الناس؛ وكان الإنسان في غَفْلة عن الله؛ هنا ينتبه الإنسان بِوجَلٍ. أو: أن الحق سبحانه يخاطب الخَلْق جميعاً بما فيهم من غرائز وعواطف ومواجيد؛ فلا يوجد إنسان كامل؛ ولكُلِّ إنسان هفوة إلا مَنْ عصم الله. وحين يتذكر الإنسانُ إسرافه من جهة سيئة؛ فهو يَوْجَل؛ وحين يتذكر عَفْو الله وتوبته ومغفرته يطمئن.