طور العلماء، مادة هلامية (جل) قابلة للحقن تعمل على إصلاح أقراص العمود الفقري المتشققة والممزقة، مما يساعد في تخفيف آلام أسفل الظهر.

وقال العلماء في الطب الإشعاعي السريري في أوكلاهوما بالولايات المتحدة، إن العلاج الواعد خفف الألم لدى 20 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 20 و69عامًا يعانون من مرض القرص التنكسي، وهي حالة تتآكل فيها الأقراص التي تفصل الفقرات.

غير أنهم شددوا على أنه من الضروري انتظار نتائج دراسة تجريبية في الولايات المتحدة وكندا قبل أن يتم طرح الجل - المسمى "هيدرافيل"- على نطاق أوسع.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 65 مليون أمريكي يعانون من آلام الظهر سنويًا، وأن مرض القرص التنكسي هو السبب الرئيسي.

وتركز العلاجات الحالية على الطرق "التحفظية"، بما فيها الراحة والعلاج الطبيعي وتقويم الظهر. وتستخدم علاجات الجل الحالية في التخفيف من الآلام عن طريق الجراحة، إلا أنها يمكن أن تخرج من مكانها، على عكس العلاج الجديد الذي يحتاج فقط إلى الحقن.

اظهار أخبار متعلقة

نتائج مذهلة

وفي الدراسة التي تم كشف النقاب عنها خلال الاجتماع العلمي السنوي لجمعية الأشعة التداخلية هذا الأسبوع، قال الباحثون إنهم طبقوا العلاج على 20شخصًا من كولومبيا يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة لإجراء الدراسة عليهم، بعد أن حاول كل منهم في السابق تخفيف الآلام باستخدام "إجراءات تحفظية"، لكنهم شعروا براحة خفيفة فقط.

وتم تسخين الجل إلى 65 درجة مئوية قبل حقنه مباشرة في الأقراص - التي تفصل الفقرات العظمية - في أسفل الظهر، ومن ثم يبرد ليصل إلى درجة حرارة الجسم في المريض.

وقال العلماء إن الجل - المصنوع من البلاستيك - يبرد بسرعة بعد الحقن ولم يتم ملاحظة أو تسجيل أي ضرر للأنسجة المحيطة حتى الآن.

بعد ستة أشهر، أبلغ الجميع عن تراجع في حدة آلام الظهر على مقياس يصل إلى 10 - وهو الأعلى - من سبعة قبل العلاج إلى اثنين فقط بعده. وأبلغوا أيضًا عن تحسن في قدرتهم على القيام بالأنشطة البدنية.

وقال الدكتور دوجلاس بيل، أخصائي الأشعة الذي قاد الدراسة، إن "الجل يتم حقنه مباشرة في الأقراص التالفة باستخدام الأشعة السينية لتوجيه الإبرة. كما هو موضح في الدراسة التجريبية، حيث يملأ الشقوق والتمزقات في القرص الفقري، ويلتصق بمركز القرص والطبقة الخارجية".

وأضاف بيل، أن المرضى المشاركين سجلوا تراجعًا في آلام الظهر بنسبة 67 في المائة، خلال فترة المتابعة التي استمرت لمدة عام. كما شهدوا تحسنًا بنسبة 85 في المائة في الإعاقة الناتجة عن آلام الظهر، ولم يسبب الجل أي ردود فعل ضار لأي من المرضى.

دراسة ثانية على هيدرافيل

وأشار إلى أنه سيتم إجراء دراسة ثانية سريعة على "هيدرافيل"، للتأكد مما إذا كان "علاجًا واعدًا" يمكن استخدمه في علاج آلام أسفل الظهر المزمنة لدى المرضى الذين لم يحصلوا على الراحة الكافية باستخدام "الرعاية التحفظية".

وتابع متحدثًا عن مزايا العلاج الحديد: "الجل سهل الاستخدام ولا يتطلب جراحة مفتوحة وهو إجراء سهل للمريض"، مشيرًا إلى أن "الجراحة إحصائيًا ليست أكثر فعالية من الرعاية المحافظة ويمكن أن تزيد الأمور سوءًا. ويتم إدخال المادة الهلامية المائية من خلال الشقوق كمادة صلبة ناعمة، والتي يمكن أن تخرج من مكانها إذا لم تكن ماهرًا في وضعها".

وقد صنف "هيدرافيل" على أنه "جهاز اختراق" من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2020 مما يسمح يسمح بمراجعة عاجلة عندما تشير الأدلة إلى أن العلاج التجريبي يمكن أن يوفر علاجًا أكثر فعالية لحالة خطيرة مقارنة بالخيارات الحالية.

ويحدث مرض القرص التنكسي مع التقدم في العمر، حيث تميل أقراص العمود الفقري إلى الجفاف والتآكل بمرور الوقت. ويمكن أن تتعرض للتمزق أو الإصابة نتيجة للأنشطة اليومية أو الرياضة.

وفقًا لتقديرات بيل، يمكن اعتبار ثلثي الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر الناجمة عن مرض القرص التنكسي مرشحين لهذا العلاج باستخدام الهيدروجيل.

ومن المقرر أن يقدم هذه النتائج يوم الأحد في بوسطن خلال اجتماع لجمعية الأشعة التداخلية. وتعتبر النتائج المقدمة في الاجتماعات أولية حتى يتم نشرها في مجلة محكمة.