أخبار

اشترى الذهب ولم يتم التقابض في مجلس العقد.. فما الحكم؟

المدة التي يستغرقها المدخن لتجنب الأمراض الخطيرة

اختبار بسيط يتنبأ بمخاطر الوفاة.. تعرف على التفاصيل

أدرك عمرك قبل فوات الأوان بهذه الطاعات

"حدائق الشيطان".. الشباب والفتيات يقعون في المحظور.. وهناك من يبتزهم؟

"أسد هنا ومنافق هناك".. كيف تكتشف محترفي النفاق وتتعرف على صفاتهم الحقيقية؟

"وينجي الله الذين اتقوا".. نعيم الآخرة نوعان.. ما هو الفوز الأكبر؟ (الشعراوي يجيب)

من فوائد آية الكرسي التي نتجاهل بركاتها وفتوحاتها

10نصائح تعين المسلم علي الصبر علي المعاصي ..ثبات الإيمان في القلب أبرزها

أسهل طريقة للخشوع في الصلاة.. اتبع هذه الخطوات المجربة

الكبار بأخلاقهم.. فطرتك هي سر سلامة صدرك وتصالحك مع الناس

بقلم | أنس محمد | الاثنين 22 ابريل 2024 - 10:32 ص

حسن الخلق من الفطرة التي تدل على سلامة صدر صاحبها، وسلامه النفسي مع الصغير قبل الكبير، وطيبة قلبه ومعدنه، وتواضعه.

هذه الكلمات ربما تشعر بها حينما تستغرب أذنك أحدهم رغم كبر سنه ومهابته، وهو ينادي عليك : " سي محمد"، بالرغم من أنك قد تكون من سن أحفاده، أو أبنائه على الأقل، ومع ذلك ينادي عليك بكلمة "سي محمد"، وهي اختصار لكلمة "سيد" لتكتشف هذا الأدب الجم والكبير من رجل لن يضره شيئا وأنت في عمر أبنائه أو أحفاده، إذا قال لك "محمد" بدون ألقاب، ولكن خجله يمنعه من المناداة عليك باسمك هكذا، بحسب ما تربى عليه من احترام وتوقير الناس كبيرهم وصغيرهم.

أخلاق الكبار


في هذا التوقيت ربما تحاسب نفسك، ماذا تفعل مع أصحابك وأنت تمزح معهم بسب أمهم وآبائهم ليل نهار، وكيف تنظر باحتقار لزملائك الجدد من حديثي التخرج، حينما تعدهم صبيانا عليك، فتحتقر أعمالهم ومناقشاتهم ومقترحاتهم.

وربما تتذكر كيف تعامل زوجتك، حينما تطلب منها شيئا، تفعله لكن فبعض الأزواج لا ينادون على زوجاتهم إلا بسبهن، أو على الأقل توجيه الأوامر إليهن وكأنهن إماء لديك، كما تطلب من أختك الصغيرة بنفس الأسلوب، وكأنك ولي نعمتها.

هل تتذكر كيف وصف أنس بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأخلاق بالذات، فقد قال عنه وهو أشرف الخلق، ولا يسيئ إليه أن يوجه اللوم لخادمه إذا أخطا، ولكنه كان يعف حتى عن ذلك، فقال أنس: " خدمت مع النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي لا قط وما قال في شيئ فعلته لما فعلته ولا في شيئ لم أفعله لما لم تفعله".

جاء ذلك في الحديث الوارد، عن أنس -رضي الله عنه- برواية البخاري،، قَالَ: مَا مَسِسْتُ دِيبَاجاً وَلاَ حَرِيراً ألْيَنَ مِنْ كَفِّ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَلاَ شَمَمْتُ رَائِحَةً قَطُّ أطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَلَقَدْ خدمتُ رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَشْرَ سنين، فما قَالَ لي قَطُّ: أُفٍّ، وَلاَ قَالَ لِشَيءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَه؟، وَلاَ لشَيءٍ لَمْ أفعله: ألاَ فَعَلْتَ كَذا؟.

هل تفكر في كلمات أنس بن مالك تجاه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عظيم الخلق والشرف، ومع ذلك يستحي يقول لخادمه لم فعلت كذا ولم لم تفعل كذا.. هل وجدت أخلاقا مثل هذه الأخلاق التي اقتدى بها الأولون والسابقون والمحبون لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.

هذا ما فهمه أهلونا وكبراؤنا، من حسن الخلق، فكانوا سلامى الصدر، رفعهم تواضعهم لكي يحترموا الصغير قبل الكبير، وفهموا أنه لن يدخل أحد الجنة وأخلاقه سيئةن كما فهموا كلام النبي عليه الصلاة والسلام: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".


سبب لدخولك الجنة


فالأخلاق الحسنة من أسباب دخول الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه )).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج )).

وقد ذكر الله تعالى محبته لمن يتخلق بالأخلاق الحسنة، والتي منها الصبر والإحسان والعدل وغير ذلك، فقد قال الله تعالى: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة: 195] ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا )).

كما أن الأخلاق الحسنة من أسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا )).

هذا هو مقدار حسن الخلق


وبشر النبي صلى الله عليه وسلم ميزان حسن الخلق، بأنه أثقل شيء في الميزان يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق ))

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار )).

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عزَّ وجلَّ لكرم ضريبته وحسن خلقه )).

وقال صلى الله عليه وسلم: ((حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار )).

اقرأ أيضا:

أدرك عمرك قبل فوات الأوان بهذه الطاعات

وهي دليل كمال الإيمان


فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم ))
وفي حديث عمرو بن عبسة أنَّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإيمان أفضل؟ قال: ((حسن الخلق)).

فإن الأخلاق في دين الإسلام عظيم شأنها عالية مكانتها، ولذلك دعا المسلمين إلى التحلي بها وتنميتها في نفوسهم، وهي أحد الأصول الأربعة التي يقوم عليها دين الإسلام وهي : الإيمان والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، ولذا نالت العناية الفائقة الكبرى والمنزلة العالية الرفيعة في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله ) .

بل إن الأخلاق الكريمة تدعو إليها الفطر السليمة، والعقلاء يجمعون على أن الصدق والوفاء بالعهد والجود والصبر والشجاعة وبذل المعروف أخلاق فاضلة يستحق صاحبها التكريم والثناء، وأن الكذب والغدر والجبن والبخل أخلاق سيئة يذم صاحبها.

وعن عبد الله بن عمرو قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ، وكان يقول : « خياركم أحسنكم أخلاقا »

وعن أم الدرداء قالت: قام أبو الدرداء ليلة يصلي، فجعل يبكي ويقول: اللهم كما أحسنت خلقي فحسن خلقي، حتى أصبح، قلت: يا أبا الدرداء، ما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق ؟ فقال: يا أم الدرداء، إن العبد المسلم يحسن خلقه، حتى يدخله حسن خلقه الجنة، ويسيء خلقه، حتى يدخله سوء خلقه النار، والعبد المسلم يغفر له وهو نائم، قلت: يا أبا الدرداء، كيف يغفر له وهو نائم ؟ قال: يقوم أخوه من الليل فيجتهد فيدعو الله عز وجل فيستجيب له، ويدعو لأخيه فيستجيب له فيهز
وقال الجنيد: لأن يصحبني فاسق حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني قارئ سيئ الخلق.

 وسئل بعض العلماء عن علامات حسن الخلق فقال: هو أن يكون كثير الحياء قليل الأذى كثير الصلاح صدوق اللسان، قليل الكلام كثير العمل، قليل الزلل قليل الفضول، براً وصولاً وقوراً صبوراً شكوراً رضياً حكيماً رفيقاً عفيفاً شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً ولا نماماً ولا مغتاباً ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً يحب في الله ويبغض في الله ويرضى في الله ويغضب في الله فهذا هو حسن الخلق.


الكلمات المفتاحية

أخلاق الكبار سلامة الصدر والتصالح مع الناس أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled حسن الخلق من الفطرة التي تدل على سلامة صدر صاحبها، وسلامه النفسي مع الصغير قبل الكبير، وطيبة قلبه ومعدنه، وتواضعه.