شهدت الأعوام الأخيرة، كوابيس مستمرة، للعنصر البشري، بعد انتشار عدة جوائح من سلالات فيروس "كورونا"، وجدري القرود، الأمر الذي أصبح معه الإنسان تحت تهديد انتشار جوائح أخرى، فما الذي يمكن أن يفعله عامة الناس لكي يحموا أنفسهم من جوائح محتملة.
نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن الدكتور توم فريدن، المدير السابق للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC): "إنها أكثر اللحظات التي سمحت للعالم باستخلاص الدروس حول أهمية الصحة العامة منذ 100 عام".
وأضاف: "من ناحية أخرى، نحن عمليًا نواجه خطر التوجه بكامل إرادتنا إلى مرحلة الإهمال".
ويبدو أنّ وقوع جائحة أخرى هو أمر لا مفر منه.
وقال الدكتور لاري بريليانت، عالم الأوبئة: "نحن نعيش في عصر الأوبئة".
وأضاف أن أكثر من 6 أمراض معدية من أصل 10، نشأت في الحيوانات وانتقلت إلى البشر.
وأوضح بريليانت أن هذا الخطر "يتزايد منذ 20 عامًا.. ويزداد أكثر سنة بعد أخرى".
وقال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في أمريكا، الدكتور أنطوني فاوتشي، في مؤتمر Life Itself، إنّ الصحة العامة واجهت حتمًا عثرات عدة خلال جائحة "كوفيد-19"، لكن هذه التجربة قدمت دروسًا تعليمية في النهاية.
وأضاف: "سمح لنا الاستثمار في الأبحاث الطبية الحيوية الأساسية والسريرية، وبسرعة غير مسبوقة، بتطوير لقاحات عالية الفعالية".
وأوضح: "نحن بحاجة لمواصلة القيام بمثل هذه الاستثمارات، ليس فقط في العلوم، لكن أيضًا في البنية التحتية للصحة العامة".
وقال: "ما لا نريده هو أن ينسى أطفالنا، وربما أحفادنا ما مررنا به".
اظهار أخبار متعلقة
زيادة تمويل الصحة العامة
يقول توم فريدن، الرئيس التنفيذي لمنظمة Resolve to Save Lives: "نحتاج حقًا إلى رفع مستوى أكبر من أجل تحسين هذا الواقع، لجهة حماية الناس في هذا البلد وحول العالم.. لا يمكنك جعل الولايات المتحدة أكثر أمانًا من دون تأمين هذا الأمان في العالم".
وقال بريليانت إن هناك حاجة أيضًا إلى مزيد من التمويل للسلع الأساسية، مثل إجراء اختبارات كافية عندما يحين الوقت.
وهناك حاجة أيضًا إلى مزيد من الاستثمار في الصحة العالمية.
ولفت بريليانت إلى أن ميزانية منظمة الصحة العالمية أدنى من ميزانية بعض المدن الأمريكية الكبرى، "ويجب أن تهتم بمخاطر انتشار الأوبئة في 200 دولة، ومختلف الأمور الأخرى التي تضطلع بها منظمة الصحة العالمية".
وأضاف أنّه "بسبب ارتفاع درجات الحرارة، تهاجر الحيوانات من الجنوب إلى الشمال.. وعندما تهاجر الحيوانات وتغير أراضيها، فإنها تتواصل مع حيوانات أخرى لم تكن على اتصال بها من قبل، فتتم مبادلة للفيروسات".
التصرف في وقت مبكر وأسرع
عند اكتشاف مرض جديد باكرًا وعلاجه بسرعة، يستطيع خبراء الأمراض المعدية منع حدوث حالة طوارئ أكبر.
وقال فريدن: "اقترحت مجموعتي Resolve to Save Lives هدفًا عالميًا نسميه 7-1-7، قوامه اكتشاف كل تفشٍ في أي مكان في العالم خلال سبعة أيام من ظهوره، والإبلاغ عنه في يوم واحد، وتنفيذ تدابير المكافحة خلال 7 أيام".
وأوضح أن هذا النهج يسمح بتحديد الأشياء التي تحتاج إلى إصلاح في وقت أسرع.
تحسين الاتصال بالصحة العامة
قال فريدن إن في حوزتنا أدوات أفضل للتعامل مع الأمراض المعدية أكثر من أي وقت مضى، لكننا أيضًا أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، ويعود ذلك جزئيًا إلى الافتقار الواسع للثقة بين المجتمعات والحكومات وأنظمة الرعاية الصحية.
محاربة المعلومات المضللة
يمكن أن تؤثر المعلومات الخاطئة على دوافع الناس، ومعتقداتهم، وقراراتهم فيما يتعلق بالصحة، والسياسة، والبيئة، وغير ذلك.
وأطلقت بعض تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل إنستغرام وتيك توك، ميزات تقود الأشخاص إلى معلومات دقيقة من مؤسسات صحية موثوقة عند عرض المحتوى المتعلق بفيروس كورونا أو اللقاحات.
ادعم صحتك
قال فريدن: "أحد أسباب قضاء كوفيد-19 على هذا العدد الكبير من الأشخاص هو أن الكثير منهم كانوا عرضة لمشاكل صحية".
وأوضح أن عادات نمط الحياة الصحية التي تدعم المناعة يمكن أن "تحدث فرقًا كبيرًا حقًا".
وأوصى فريدن بتناول أي أدوية وُصفت لك، والبحث عن طعام صحي تحبه، وتجنب التدخين ورائحته.
وخلص إلى أنّ "التمتع بصحة جيدة لا يعني حرمان أنفسنا من الأشياء التي نريد القيام بها، بل يعني اكتشاف الأشياء الصحية التي نحبها والقيام بالمزيد منها".