لقد كان صلى لله عليه وسلم القلب الرحيم الذي يضمد الجراح ويعالج الأمور ويسكن الألم بكلماته وأفعاله وتشريعاته الحكيمة ولم لا وق قال عن الله : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
بشارة النبي لمن مات له ابن صغير:
ومن بشارته الرحمية أنه يربط على قوب من فقد أطفالا صغارا ويواسيهم ويبشرهم في الوقت نفسه فلقد وعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء فكان مما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار، فقالت امرأة: واثنين؟ قال: واثنين. وفي رواية: ثلاثة لم يبلغن الحنث. قال الحافظ ابن حجر: وفيه جواز الوعد، وأن أطفال المسلمين في الجنة، وأن من مات له ولدان حجباه من النار.
ومن بشارته لمن فقد ابنا له ما جاء في الحديث: "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولدان لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم"، رواه البخاري، وفي صحيح مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه فيأخذ بثوبه أو قال بيده كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا يتناهى -أو قال-: فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة.
وبهذا يتبين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه لا سيما هؤلاء الذين يعانون اشد المعاناة ويتغلبهم الحزن واليأس حينما يموت لهم بنا أو ابنة فيزف لهم البشارة.
رحمة النبي بالأطفال:
وعلى الجانب الآخر كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالأطفال أنفسهم يحبهم ويقربهم فكان صلى الله عليه وسلم يعطف على الأطفال ويرقّ لهم ، حتى كان كالوالد لهم ، يقبّلهم ويضمّهم ، ويلاعبهم ويحنّكهم بالتمر ،كما فعل بعبدالله بن الزبير عند ولادته ،
وصلى عليه الصلاة والسلام مرّة وهو حامل أمامة بنت زينب ، فكان إذا سجد وضعها ، وإذا قام حملها .
وكان إذا دخل في الصلاة فسمع بكاء الصبيّ ، أسرع في أدائها وخفّفها ، فعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي ،فأتجوز في صلاتي ، كراهية أن أشقّ على أمّه) رواه البخاري ومسلم.
وجاءه أعرابي فرآه يُقبّل الحسن بن علي رضي الله عنهما فتعجّب الأعرابي وقال : " تقبلون صبيانكم ؟ فما نقبلهم " فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : ( أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟) .