هل تعرف ماذا تعني إرادة الله؟
تعني أن تظل فاقدًا للأمل في أهم أمورك، ومن ثم تجد الحل من عنده سبحانه وتعالى، ويمنحك ما تريد.. فاطمئن لأن الله الخالق القادر المهيمن الذي يقول للشيء كن فيكون، موجود، فكيف بك تجزع وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه.
فلله تعالى المشيئة الكاملة لكل شيء مهما كان، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى: « قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ » (آل عمران: 40)، ويقول أيضًا: « وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ » (البقرة: 253)، « ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ » (البروج: 16)، فبما أن إرادة الله نافذة لا محالة، فعلينا الرضا بالقضاء والقدر أولا، ثم الثقة واليقين في رحمات الله ثانيًا، فإن الله يحب من يحسن الظن به.
إرادة الله
إرادة الله هي الإرادة الحقة، سواء كانت إرادة شرعية، كما في قوله تعالى: «مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ » (المائدة: 6)، أو إرادة كونية، كما في قوله تعالى: «فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا » (الأنعام: 125).
إذن هي إرادة نافذة مهما كانت الأسباب والظروف، ومن ثمّ لا يجب على المسلم المؤمن والموقن في الله عز وجل، إلا أن يرضى بما قسمه الله له، فضلا عن أنه يكن موقنًا في أنه سيغير حاله لأحسن حال، فقط يصبر وهو على يقين بالتغيير، وسيقع لاشك، لأن الله لا يمكن أن يضيع حسن ظن عبد به أبدًا، إذ أنه ليس هناك أي مشيئة فوق مشيئة الله أبدًا، كما قال الله سبحانه: « لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ » (التكوير: 28-29).
اقرأ أيضا:
أخي العاصي لا تمل وتيأس مهما بلغت ذنوبك وادخل إلى الله من هذا الباب.. التوبةالاستسلام لإرادة الله
الاستسلام لإرادة الله فيه الخير كله، فإذا كان الأمر خيرًا شكرت ربك، وإذا كان العكس، صبرت مع اليقين في أنه سيبدل أمرك للأفضل، فتنال رضاه في الحالتين.
عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له».
وإياك عزيزي المسلم أن تشك في أن الله عز وجل لا يريد بك إلا الخير، ذلك أن هذا الأمر هو ما وعد به سبحانه وتعالى، قال تعالى يؤكد ذلك: «وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا » (النساء: 27).