قد يبدو تشخيص سرطان البنكرياس، وكأنه حكم بالإعدام، لأنه مرض سريع الحركة يتم اكتشافه غالبًا في مرحلة لاحقة، عندما يكون من الصعب علاجه، لكن دراسة جديدة أعطت الأمل في التشخيص المبكر، وكشفت عن العلاقة بين مرض حصوة المرارة الحديث وسرطان البنكرياس.

إذ وجد الباحثون أن المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان البنكرياس كانوا أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة في وقت ما خلال العام السابق لتشخيصهم بست مرات أكثر من المرضى غير المصابين بالسرطان.

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة ماريانا باباجورج، الزميلة البحثية في مركز بوسطن الطبي بالولايات المتحدة: "إذا كان المريض المصاب بحصوات المرارة لديه تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البنكرياس، فيجب على الطبيب أن يفكر في إمكانية الإصابة بسرطان البنكرياس".

ووجدت الدراسة أيضًا أن المرضى الذين يعانون من مرض حصوة المرارة وسرطان البنكرياس كانوا أكثر عرضة للتشخيص في مراحل مبكرة وأيضًا أكثر عرضة لتلقي الجراحة العلاجية، كما أشارت باباجورج.

وجاءت النتائج استنادًا إلى قاعدة بيانات طبية خلال الفترة ما بين عامي 2008 و2015، كشفت عن إصابة 18700 بسرطان البنكرياس. وكان 4.7 في المائة من المصابين قد تم تشخيصهم بمرض حصوة المرارة في العام السابق لتشخيص إصابتهم بالسرطان، وحوالي 1.6 في المائة منهم تم استئصال المرارة لديهم. وكان الذين لم يتم تشخيص إصابتهم بالسرطان، 0.8 في المائة فقط لديهم تشخيص حصوات المرارة و0.3 في المائة تم استئصال المرارة لديهم.

التهاب في منطقة البنكرياس

وأوضحت باباجورج: "لم نتمكن من تحديد التفاعلات السببية، ولكن إحدى الفرضيات هي أنها تسبب التهابًا في منطقة البنكرياس، وبالتالي فإن هذا الالتهاب المزمن قد يؤدي في النهاية إلى خلل التنسج ثم الإصابة بالسرطان في النهاية".

ويمهد ذلك لإمكانية شخيص الأشخاص المصابين بسرطان البنكرياس في وقت مبكر في إنقاذ الأرواح.

قالت باباجورج "إنه يظهر في كثير من الأحيان ضمن أعراض خبيثة وغالبًا في وقت متأخر. لذلك، يعاني الأشخاص من آلام في البطن، وغثيان، وأشياء ربما لا يعتقدها الناس".

وأشارت إلى أنه لا يوجد حاليًا برنامج لفحص سرطان البنكرياس في الولايات المتحدة، موصية بأن يخضع الشخص مصاب بحصوات في المرارة وعوامل خطر أخرى لإجراء منظار بالموجات فوق الصوتية.

وفي حين لا يقول الباحثون إن مرض الحصوة يسبب سرطان البنكرياس، لكن نسبة صغيرة من الناس يعانون من كليهما.

قالت باباجورج إن الأبحاث المستقبلية قد تشمل فهم كيفية تشخيص هؤلاء المرضى المصابين بسرطان البنكرياس في نهاية المطاف، ويمكن تكرار ذلك في الآخرين.

ومن المقرر عرض النتائج في 23 مايو في أسبوع أمراض الجهاز الهضمي في سان دييجو بالولايات المتحدة، وهو اجتماع سنوي للأطباء والباحثين والأكاديميين في مجالات أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير وجراحة الجهاز الهضمي.

التشخيص المبكر لسرطان البنكرياس 

ووصف الدكتور فيليب هارت، الأستاذ المساعد في الطب الباطني بجامعة ولاية أوهايو، سرطان البنكرياس بأنه مشكلة كبيرة بسبب ضعف معدلات البقاء على قيد الحياة، والتشخيص المتأخر الذي يجعل من الصعب علاجه.

قال هارت وفقًا لوكالة "يو بي آي": "أعتقد أننا جميعًا في مجتمع البنكرياس حريصون حقًا على محاولة تحديد ما يحدث قبل التشخيص، وما هي الفرص المتاحة لتشخيص مبكر".

وأضاف أن حوالي 10 في المائة إلى 20 في المائة فقط من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان البنكرياس يعلمون بطبيعة مرضهم عندما لا يزال موضعيًا ويمكن علاجه بالجراحة. وأشار إلى أنه حتى مع التقدم في علاجات سرطان البنكرياس، فإنها ليست فعالة عالميًا.