إياك نعبد.. منهج يضمن لك السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.. عش في رحابه
بقلم |
محمد جمال حليم |
الاربعاء 17 ابريل 2024 - 11:31 ص
التوحيد ليست كلمة تتردد بل هي أعظم كلمة تفرق بين المقر والايمان بين السلامة والوقوع بين الحنة والنار بين السعادة والتعاسة.
ومن عاش في رحاب الله أدرك أنه العيش وأنه لا عيش سواه. فحقا وصدقا لا اله الا الله.. وهذه الشهادة تضمن لك السعادة وإلا صرنا طريدا من رحمته مرهون على غيره مستعبد من البشر والحجر وتدخل في دوامات لا تكاد تخرج منها إذا أخرجت يدك لم تكد تراها.. إياك نعبد منهج حياة: واياك نعبد منهج قويم يضمن لك السلامة والراحة لأنك ترمي همومك على الله الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع كل شيء ويدبر كل شيء بحكمته، يقول ابن القيم رحمه الله: ( يتحقَّق للعبد مقامُ {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} علمًا وحالًا، فتَثبت قدم العبد في توحيد الرُّبوبيَّة، ثمَّ يرقى منه صاعدًا إلى توحيد الإلهيَّة، فإنه إذا تيقَّن أن الضرَّ والنَّفع، والعطاء والمنع، والهدى والضّلال، والسَّعادة والشَّقاوة كلُّ ذلك بيد الله لا بيد غيره، وأنّه الذي يقلِّب القلوب ويصرِّفها كيف يشاء، وأنَّه لا موفَّق إلّا من وفَّقه وأعانه، ولا مخذول إلَّا من خذله وتخلَّى عنه ، اتَّخذه وحده إلهًا ومعبودًا، فكان أحبَّ إليه من كلِّ ما سواه، وأخوف عنده من كلِّ ما سواه، وأرجى له من كلِّ ما سواه، فتتقدّم محبَّتُه في قلبه جميع المحابِّ، فتنساق المحابُّ تبعًا لها كما ينساق الجيش تبعًا للسُّلطان، ويتقدَّم خوفُه في قلبه جميع المخاوف، فتنساق المخاوف كلُّها تبعًا لخوفه، ويتقدَّم رجاؤه في قلبه جميع الرّجاء، فينساق كلُّ رجاءٍ له تبعًا لرجائه. فهذا علامة توحيد الإلهيَّة، والبابُ الذي دخل إليه منه: توحيد الرُّبوبيَّة، كما يدعو سبحانه عبادَه في كتابه بهذا النَّوع من التَّوحيد إلى النَّوع الآخر، ويحتجُّ عليهم به، ويقرِّرهم به، ثمّ يخبر أنّهم يَنقضونه بشِرْكهم به في الإلهيَّة.
التوحيد سبب نجاتك: وفي هذا المشهد يتحقَّق له مقام {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [الزخرف: 87] أي: فمِن أين يُصرَفون). وبتحقيق التوحيد يحيا المؤمن في هذه الدنيا حياة الأمن والسكينة والطمأنينة، مع ما يرجوه في الآخرة من الثواب الحسن والنعيم المقيم : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } .. فالتوحيد إذا هو الضمانة الحقيقة بل. والوحيدة للنجاة.