حذرت دراسة جديدة من أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يزيد بشكل كبير من خطر إصابة المرأة بأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة.

وتوصل الباحثون إلى أن ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسكري من النوع 2 وزيادة الوزن أو السمنة بعد الحمل هي المسؤولة عن معظم مخاطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل والإصابة بالأزمات القلبية أو السكتة الدماغية.

وقالت مؤلفة الدراسة جينيفر ستيوارت، الأستاذة المساعدة في قسم صحة المرأة في مستشفى بريجهام، وكلية الطب بجامعة هارفارد: "يجب إخطار النساء اللواتي لديهن تاريخ من ارتفاع ضغط الدم الحملي، أو تسمم الحمل بأن لديهن مخاطر متزايدة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".

وأضافت في بيان صحفي صادر عن المعهد القومي للقلب والرئة والدم بالولايات المتحدة، الذي مول الدراسة: "بينما تدرج جمعية القلب الأمريكية والكلية الأمريكية لأمراض القلب هذه الحالات على أنها عوامل خطر على القلب والأوعية الدموية، فإن النساء ومقدمي خدماتهم يفتقرون إلى توجيه واضح بشأن ما يجب القيام به في السنوات الفاصلة بين ولادة الحمل الناتج عن ارتفاع ضغط الدم وظهور أمراض القلب والأوعية الدموية".

ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل الأول

وخلال الدراسة، حلل الباحثون، بيانات أكثر من 60 ألف امرأة أمريكية في الدراسة الثانية لصحة الممرضات، ووجدوا أن ما يقرب من 10 في المائة منهن أصيبن بارتفاع ضغط الدم خلال حملهن الأول.

ومن بين هؤلاء، أصيب 3 في المائة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، و6.4 في المائة أصيبوا بمقدمات ما قبل تسمم الحمل - وهي مضاعفات أكثر خطورة تتميز بارتفاع مفاجئ في ضغط الدم يمكن أن يؤثر على الأعضاء ويشكل مخاطر على كل من الأم والطفل. وغالبًا ما يتم التشخيص في كلتا الحالتين بعد 20 أسبوعًا من الحمل.

وبعد حوالي 30 عامًا من حملهن، وعندما كانت النساء متوسط أعمارهن 61 عامًا، عانى حوالي 1.8 في المائة منهن من أزمة قلبية أو سكتة دماغية أو غيرها من أمراض القلب والأوعية الدموية.

وخلص الباحثون، إلى أن النساء اللواتي عانين من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يزيد لديهن خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 63 في المائة في وقت لاحق من الحياة.

اقرأ أيضا:

طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟

خطر الإصابة بأمراض القلب

وتوصلوا إلى أن خطر الإصابة بأمراض القلب، ونوع المرض القلبي ووقت حدوثه، غالبًا ما يكون مرتبطًا بمضاعفات معينة لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

وأظهرت النتائج، أنه مقارنة بالنساء المصابات بضغط دم طبيعي أثناء الحمل، فإن النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم الحملي يزيد لديهن خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 41 في المائة، وأكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بعد حوالي 30 عامًا من حملهن الأول.

يمثل ارتفاع ضغط الدم المزمن بعد الحمل، 81 في المائة من زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بين النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، و48 في المائة من الخطر المتزايد بين النساء المصابات بمقدمات ما قبل تسمم الحمل.

ولاحظ الباحثون أن معظم النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أصيبن بارتفاع ضغط الدم المزمن في السنوات أو العقود التي تلت الولادة. وكانت السمنة ومرض السكري من النوع 2 أيضًا من عوامل الخطر الملحوظة في الإصابة بأمراض القلب.