أخبار

كثرة النظر إلى الباطل يذهب بمعرفة الحق من القلب (إبراهيم بن أدهم)

لو إيمانك ضعف كيف ترجعه من جديد؟ .. الدكتور عمرو خالد يجيب

مترجم فوري للنبي عمره 13 عامًا.. ما قصته؟

الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلام

لا تفوتك.. وجبة إفطار يومية لمن يريد أن يعيش حتى 100 عام!

ظهور هذه العلامات على اليدين تشير إلى مرض الكبد

كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على إقناع اصحابه دون إجبار.. وهذا هو الدليل

هؤلاء ينالون شرف شفاعته ويحشرون في كنفه

دف قلبك بهذه الطريقة تسلم لك جوارحك

جلست بجواري في المواصلات والتصق جسدي بجسدها فهل ينقض وضوئي؟

أحسن إلى كبار السن يحسن الله إليك.. من العبادات التي حث عليها الإسلام

بقلم | محمد جمال حليم | الجمعة 01 سبتمبر 2023 - 10:36 ص
من يعمل معروفا يجد ولا يضيع .. هذه العبارة أشبه بما يقال في العامية :" اعمل المعروف وارميه في البحر".. وهذا يتوافق مع قول الله تعالى:  "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا".
وإذا نظرنا في واقعنا نجد أن أفعال الخير كثيرة صورها وأنها متنوعة تنوعا كبيرا جدا بحيث يصعب حصرها لكن يربطها جميعا أن ترضي الله موافقة لسنة رسول الله .

من صور المعروف:
كما أنها تقدم الخير للغير.. ومن صور الخير التي ينبغي الحرص عليها هي تقديم يد العون لمن لا يستطيع قضاء حاجاته من الضعفاء وكبار السن الذين هم في أمس الحاجة لإعانة غيرهم لهم.

الإحسان إلى الوالدين:
وإذا كان الله تعالى أوصانا بالوالدين فقال: "وبالوالدين إحسانًا" فإنه كبار السن بوجه عام خاصة من تربطك بهم قرابة أو صلة أو جيرة أو علاقة لها أفضيلة وينبغي الحرص على أداء حقوقهم على من يستطيع.

إكرام كبار السن :
من جهته يبين د. عادل هندي الأستاذ بجامعة الأزهر فضل إعانة ذي الحاجة من كبار السن والمحتاجين، لافتا إلى أننا مأمورون بإكرامهم والإحسان لهم.
وأوضح د. هندي أن هناك صورا كثيرة لاهتمام الإسلام بهذه الفئة التي هي في حاجة ماسة لرد فضلهم وجميلهم ، ومن هذا ما يلي:
أولا: الإشارة القولية المباشرة بإكرام كِبَار السنّ واعتبار إكرامهم من إجلال الله وتقدير العبد لخالقه الكريم، يقول النبيّ الحبيب: (إن من إجلالِ الله إكرامَ ذي الشيبَةِ المسلمِ، وحاملِ القُرآنِ غيرِ الغالي فيه والجافي عنه، وإكرَامَ ذي السُّلطَانِ المُقْسِطِ). والناظر في حديثه عليه الصلاة والسلام: يراه في هذه الكلمات الرقيقة يُعظِّم ويعلي عند أهل الإسلام قيمة الشيخ الكبير، حتى إنه لَيُقدِّمه على حامل القرآن، وعلى الحاكم العادل مع عظم قدرهما، وسمو مكانتهما.. وفي الحديث: (إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ، فَأَكْرِمُوهُ).
ثانيًا: مناشدة الشباب بإكرام الشيوخ: فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ" وهكذا أوصى النبي شباب المجتمع بكبار السنّ، وانظر إلى هذا التعميم الشامل المتكامل: "مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ".. أيّ شيخ مسن، -مهما كان لونه أو دينه-؛ فالمسلم مطالب بإكرام المسن دون النظر إلى عقيدته أو بلده أو لونه... كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لا يضع الله رحمته إلا على رحيم"، قالوا يا رسول الله: كلنا يرحم، قال: (ليس برحمة أحدكم صاحبه.. يرحم الناس كافة). 
وفي معنى الحديث السابق عن مناشدة الشباب بإكرام الشيوخ ورد عن يحيى بن سعيد المدني قال: ((بلغنا أنه من أهان ذا شيبة لم يمت حتى يبعث الله عليه من يهين شيبته إذا شاب)).
ثالثًا: تقديم الكبير في الكلامِ والمجلس والسقيا والإمامة والعطاء؛ فحين جاء شيخ كبيرٌ ذات يوم يريد النبي صلى الله عليه وسلم، فأبطأ القوم أن يُوسِّعوا له، فَرَقَّ له رسول الله ورَحِمَه، وقال لهم محذِّرًا ومخوِّفًا: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا». وقد ورد في رواية أخرى: ((لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا , وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا , وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ)) فنفي النسبة إلى الأُمّة نفي لكمال الإيمان الذي تميّز به أتباع النبي محمد المخلصين الصادقين. وفي بعض الروايات قال لهم: «كَبِّرْ كَبِّرْ» يريد قدّموا كبير السنّ، وقد أشار النبيّ إشارة رائعة بقوله: ((أَمَرَنِي جِبْرِيلُ أَنْ أُقَدِّمَ الْأَكَابِرَ)). وكان يقول في التوسعة لكبير السنّ في المجلس: (لَا يُوَسَّعُ الْمَجْلِسُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي عِلْمٍ لِعِلْمِهِ، وَلِذِي سِنٍّ لِسِنِّهِ، وَلِذِي سُلْطَانٍ لِسُلْطَانِهِ) وأمر بأن يسلّم الصغير على الكبير.

زيارة كبارالسن والتودد إليهم:
رابعًا: زيارة الكبير في بيته والذّهاب إليه كما في موقف الرسول من والد أبي بكر الصديق ؛ ففي السّنّة -كما عند أحمد في مسنده- أنّه لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ» . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ أَنْتَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ».. فَأَسْلَم... والشّاهِـد أنّ النبي قال لأبي بكر: (هلّا تركت الشيخ في بيته وأنا آتيه) وهذا من باب الإجلال للكبير والمُسِنّ.
خامسًا: الاهتمام بالكبير عند المرض خاصة بالزيارة وطمأنة نفسه عند الشدّة والضيق؛ فقد ورد في الحديث أنّ النبي ذهب لزيارة رجلٍ كبُر سنّه ورقّ عظمه واشتدت به الحمّى، ودعا له بالشفاء والعافية، غير أنّ الرجل بنظرته السوداوية آثر الهلكة المعنوية والمادية على السّواء. ففي صحيح البخاري من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ: «لاَ بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» فَقَالَ لَهُ: «لاَ بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» قَالَ: قُلْتُ: طَهُورٌ؟ كَلَّا، بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ، أَوْ تَثُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ القُبُورَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَنَعَمْ إِذًا»....
سادسًا: ترخيصه  بالتخفيف عن المسنين في أمور العبادات: كمثل توجيه الأئمة إلى تخفيف الصلوات لوجود كبار السن؛ ففي الحديث كما عند البخاري: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ، فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ مِنْهُمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ».. والمقصود أن يتخفف بلا خلل في الصلاة وأركانها والاطمئنان فيها... وكمثل الترخيص لهم بالفطر في رمضان أو عند صيام الفريضة لكبر السنّ، كما قال الله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]، وكمثل الرّخصة في الحج من جواز وكالة أحد يرمي عنهم الجمرات أو يبيت عنهم، وكل هذا إنما وفقًا لما قررته الشريعة من أنّ (المشقّة تجلب التيسير).

التخفيف عن كبار السن ومعاونتهم:
سابعًا: تخفيف الهمّ عن العجوز إذا تسبّبت في همّ له؛ فعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: "دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي عَجُوزٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ الْعَجُوزُ؟", فَقُلْتُ: مِنْ خَالَاتِي، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، فَقَالَ: " يَا أُمَّ فُلَانٍ، إِنَّ الْجَنَّةَ لَا تَدْخُلُهَا عَجُوز"، فَوَلَّتْ تَبْكِي، فَقَالَ: "أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تَدْخُلُهَا وَهِيَ عَجُوزٌ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّا أَنْشَأنَاهُنَّ إِنْشَاءً , فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا , عُرُبًا أَتْرَابًا}.
ثامنًا: إنصاته للكبير إذا تحدّث حتى لو كان معترضًا على قوله، ولو كان غير مسلم؛ كما حدث بين الرسول  وعتبة بن ربيعة وكان شيخًا كبيرًا في السّن حين جاء يساوم الرسول في أول الدعوة، غير أن النبي  لم يعاجل الرجُل، وأحسن الاستماع إليه، واحترم سنّه، وقال له: (أفرغت يا أبا الوليد) وفي رواية: (أفرغت يا عمّ)؟.. فهلا تعلّم الصغار كيف يتحدّثون إلى الكبار احتراما وتقديرا ومراعاة لمشاعرهم؟!!
تاسعًا: تجنيبه صلى الله عليه وسلّم كبار السنّ ويلات الحروب ومصائبها؛ ففي وصاياه لجنده: ((انطلقوا باسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله. لا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلاً ولا صغيرًا، ولا امرأة. ولا تغلوا، ، وأصلحوا وأحسنوا، فإن الله يحب المحسنين)). وما كان قوله: (لا تقتلوا شيخًا) إلا مخافة منه على حياة الكبير المُسِنّ واحترامًا وتقديرًا لكبر السنّ. وهو جزء من رحمته صلى الله عليه وسلّم بكبير السنّ حتى لو كان غير مسلم.
وإذا كاتن هناك صورا كثيرة لإكرام كبار السن فلا يسع المسلم الذي يريد الله واليوم الآخر إلا أن يحتاط لنفسه  ويسارع في قضاء ما عليه تجاه الغير موقنًا بأن ثواب عمله لن يضيع وأن الله تعالى سيجازيه بالإحسان إحسانا، وكما مر في الحديث: "مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ"..

الكلمات المفتاحية

التخفيف عن كبار السن ومعاونتهم زيارة كبارالسن والتودد إليهم إكرام كبار السن من صور المعروف بر الوالدين

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled من يعمل معروفا يجد ولا يضيع .. هذه العبارة أشبه بما يقال في العامية :" اعمل المعروف وارميه في البحر".. وهذا يتوافق مع قول الله تعالى: "إن الله لا يضي