(كل بيمينك.. وأصحاب اليمين.. توضأ بدءًا باليمين)، لماذا يُفضل الدين الحنيف (فرض وسنة) اليمين عن الشمال؟، ولماذا نحن بالأساس يطلق علينا أهل اليمين، وليس العكس؟.. ماذا لو أكلنا باليد الشمال، هل هذا حرام؟.. أسئلة قد تخطر ببال أحدهم حينما تأتي على خاطره أهمية اليمين في الإسلام، بينما هناك بالفعل أحدهم قد يكون (أعسرًا) أو كما يطلق عليه (أشول)، فهل هذا من أهل الشمال؟.
بالأساس علينا أن نعرف جيدًا أن (اليُمنة) أو الابتداء باليمين، هي سنة مؤكدة واظب عليها رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه، طوال حياته وحثنا على فعلها، إذ تقول السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ فِي طُهُورِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِه».
أهل اليمين
أهل الإسلام يباشرون كل شيء في حياتهم باليمين، ففي الوضوء الذي هو مقدمة الدخول في الصلاة نبدأه باليمين في غُسل اليدين والرجلين، وفي الصلاة نضع اليد اليمنى على اليسرى، وإذا صلى اثنان أحدهما إمام للآخر، وقف المأموم على يمين الإمام، وفي الخروج من الصلاة، فإن التسليم يكون أولًا من جهة اليمين.
وكذلك الأمر في كثير من شؤوننا الحياتية، نبدأ لبس الثوب أو النعل باليمين، وهكذا، بل أن الأمر يصل حد أن دخول الجنة سيكون من اليمين، -فاللهم اجعلنا من أهل اليمين- قال تعالى: « وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ » (الواقعة: 27 - 38).
اقرأ أيضا:
كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنبالتيامن صفة المسلم
إذن التيامن هي صفة أهل الإسلام، وعلى كل مسلم أن يتمسك بها مهما كانت الظروف، تأسيًا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأملا في أن نكون بالفعل من أهل اليمين في الجنة بإذن الله، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟» فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحداً فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده،.
تخيل حتى بدء الحديث أو تناول الطعام أو الالتفات يجب أن يبدأ من اليمين وليس الشمال، لعلها تكون عادة يعتادها كل مسلم، حتى إذا لقى ربه كان من أهل اليمين كما اعتاد، ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لأَيْمَنُونَ الأَيْمَنُونَ، أَلاَ فَيَمِّنُوا».