تتأثر العين مع تقدم العمر، نتيجة قصر النظر الشيخوخي - صعوبة تركيز النظر من على بعد مسافة قريبة – والذي لا يوجد علاج له أو طريقة لمنع ظهوره، مما يجعل الأشخاص فوق عمر 40 عامًا يعانون من آثاره بدرجات متفاوتة مع تقدمهم في العمر، وقد يضطرون إلى استخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة.

لكن قطرة عين "فويتي" التي وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عليها في أواخر العام الماضي قد تمثل الحل البديل، وهي قطرة عين تُستخدم مرة واحدة يوميًا مصممة للتخفيف من بعض أعراض قصر النظر الشيخوخي، بما في ذلك تدهور قصر النظر.

وقال الخبراء لوكالة "يو بي آي"، إن الأشخاص الذين يسعون إلى التخلص من نظارات القراءة، أو النظارات ثنائية البؤرة، أو العدسات اللاصقة ثنائية البؤرة مع تقدمهم في العمر قد يكون لديهم المزيد من الخيارات في المستقبل القريب.

قالت الدكتورة مارجريت ماكدونالد: "تتسابق العديد من الشركات إلى خط النهاية" باستخدام قطرات عين جديدة لإدارة "فقدان البصر القريب المرتبط بالعمر".

وهذه القطرة مخصصة لـ "فقدان البصر المرتبط بالعمر فقط"، وليس قصر النظر أو طول النظر لدى الأشخاص الأصغر سنًا والأطفال، وفقًا لـ ماكدونالد، أستاذ طب العيون السريري في مركز لانجون هيلث بجامعة نيويورك.

يعد طول النظر الشيخوخي جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، ويحدث عندما تتوقف العدسة، أو الجزء الداخلي من العين الذي يساعدها على التركيز، عن معالجة الضوء بكفاءة على شبكية العين، وهي الطبقة الحساسة للضوء من الأنسجة الموجودة في مؤخرة العين، وفقًا للمعهد الوطني للعيون بالولايات المتحدة.

تجعل هذه الحالة من الصعب على البالغين في منتصف العمر وكبار السن رؤية الأشياء عن قرب، ويمكن أن تؤثر على أولئك الذين قد يعانون بالفعل من طول نظر، أو يجدون صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة.

اظهار أخبار متعلقة

بالنسبة للبعض، فإن تدهور الرؤية القريبة يستلزم استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة للقراءة، كما يقول المعهد. أما الذين يتعاملون بالفعل مع طول النظر، قد تكون هناك حاجة إلى النظارات ثنائية البؤرة أو العدسات اللاصقة.

علاج قصر النظر الشيخوخي

قال طبيب العيون مايكل كورينفيلد، الذي شارك في التجارب السريرية المبكرة للدواء وغيره من الأدوية المستخدمة لعلاج قصر النظر الشيخوخي، إن قطرة العين "فويتي"، التي حصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في أكتوبر الماضي، هي قطرة صغيرة للعين، مما يعني أنها مصممة لتقلص حدقة العين.

يحتوي الدواء على بيلوكاربين، وهو دواء مصنف على أنه مضاد للكولين، مما يعني أنه يعمل عن طريق منع الناقلات العصبية في الدماغ التي تتحكم في وظائف معينة للعين، وفقًا للشركة المصنعة.

ومن خلال تقليل قطر الحدقة عند استخدام القطرة مرة واحدة في اليوم، تعزز "فوريتي" عمق تركيز المستخدمين، وتساعدهم على رؤية الأشياء عن قرب بشكل أفضل دون الحاجة إلى نظارات تصحيحية، كما قال كورينفيلد.

وقالت ماكدونالد إن تأثيرات الدواء مؤقتة، لذا فإنها تتلاشى بحلول نهاية اليوم، وإذا قرر المستخدمون التوقف عن استخدام القطرة، فإن رؤيتهم ستعود إلى حالتها السابقة.

اقرأ أيضا:

طريقة تساعدك على النوم خلال دقيقتين فقط!

صعوبة في الرؤية ليلاً

لكن الأشخاص الذين يستخدمونها قد يواجهون صعوبة في الرؤية ليلاً أو في أماكن "الإضاءة المنخفضة" الأخرى.

قال كورينفيلد: "ليس هناك شك في أن معظم الأشخاص الذين يستخدمون "فوريتي" سيشهدون بعض التحسن في رؤيتهم القريبة غير المصححة. ومع ذلك، سوف يرون أيضًا تغييرات في رؤيتهم الليلية، وبالنسبة للبعض، قد لايستحق الأمر المقايضة".

من الآثار الجانبية المحتملة الأخرى لقطرة "فويتي"، حدوث انفصال الشبكية، حيث تنفصل شبكية العين عن أنسجتها الداعمة – وهو ما يمكن أن يؤدي عند تركها علاج إلى فقدان البصر وحتى العمى، وفقًا لمعلومات وصف الدواء. بالإضافة إلى ذلك، يعاني بعض المستخدمين من ألم "شبيه بالمغص" في عيونهم، على حد قول كورينفيلد.

ومع ذلك، فإن موافقة إدارة الغذاء والدواء على "فوريتي" تعتبر "لحظة فارقة في تاريخ العناية بالعيون" ، كما قال طبيب العيون جورج أو.

قال وارينج، أحد الباحثين الرئيسيين خلال التجارب السريرية: "هذا هو الدواء الأول والوحيد الذي تمت الموافقة عليه من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج ضبابية الرؤية القريبة المرتبطة بالعمر لدى البالغين".

بالإضافة إلى تحسين الرؤية القريبة، تؤدي القطر أيضًا إلى تحسين الرؤية المتوسطة - أو ما قد يحتاجه الأشخاص للعمل على شاشة الكمبيوتر، على حد قوله.