توصلت دراسة إلى أن تناول وجبات الإفطار، وخاصة تلك التي تحتوي على منتجات الألبان قد يزيد من خطر الإصابة بثلاثة أنواع من السرطانات القاتلة.

جاءت النتائج استنادًا إلى دراسة شملت نصف مليون شخص من الصين، قال واحد من كل خمسة مشاركين فيها، إنه تناول منتجات الألبان مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، بينما قال 70 في المائة إنهم لم يتناولوها بأي شكل من الأشكال.

على مدى 11 عامًا، أصيب 30 ألف شخص من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 79 عامًا بالسرطان.

وكان الأشخاص الذين يتناولون منتجات الألبان بانتظام لديهم مخاطر أكبر للإصابة بسرطان الكبد والثدي - من بين أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الصين وفي جميع أنحاء العالم.

وفي مقابل كل 50 جرامًا يوميًا (تعادل ملعقتين كبيرتين من الزبادي أو شريحتين من الجبن)، زادت المخاطر بنسبة تراوحت ما بين 12 و17 في المائة على التوالي، وفقًا للنتائج التي نشرتها في مجلة "بي إم سي ميديسين"

وزادت لدى الأشخاص الذين تناولوا منتجات الألبان، مخاطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، وإن لم يكن بدرجة كبيرة.

ولم يتم العثور على أي ارتباط بين الأمعاء أو البروستاتا أو أي نوع آخر من أنواع السرطان التي تم فحصها، بحسب ما أوردت صحيفة "ذا صن".

أخذت الدراسة في الاعتبار مجموعة من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على مخاطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك العمر والجنس والتاريخ الطبي للعائلة والوزن.

وقالت الدكتورة ماريا كاكورة، أخصائية علم الأوبئة التغذوية في قسم صحة السكان التابع لجامعة أكسفورد، والمؤلفة الأولى للدراسة: "كانت هذه أول دراسة رئيسية للتحقيق في الصلة بين منتجات الألبان وخطر الإصابة بالسرطان لدى السكان الصينيين".

اقرأ أيضا:

طريقة تساعدك على النوم خلال دقيقتين فقط!

مع ذلك، أشارت إلى أن "هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقق من صحة هذه النتائج الحالية، وتحديد ما إذا كانت هذه الارتباطات سببية، والتحقيق في الآليات الكامنة ذات الصلة".

ورجح الباحثون أن تناول منتجات الألبان بكثرة قد يؤدي إلى رفع مستويات عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-I)، والذي يعزز نمو الخلايا السرطانية.

قال الباحثون من جامعة أكسفورد إنه ثبت في السابق أنه يشارك في تطوير عدة أنواع من السرطان.

قد تكون الهرمونات الجنسية الأنثوية في حليب الأبقار وراء زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، في حين أن الأحماض الدهنية المشبعة والمتحولة قد تكون غير مواتية للكبد.

وقال الدكتور دوان ميلور اختصاصي التغذية بجامعة أستون: "على الرغم من أن الورقة تشير إلى زيادة الخطر النسبي بنسبة 12 في المائة للإصابة بسرطان الثدي لدى الإناث، فإن هذا لا يعادل 12 حالة إضافية لكل 100 فرد. سيكون هذا أشبه بحالة أو حالتين لكل ألف شخص".

وأضاف: "من وجهة نظري، لا تقدم هذه الدراسة وحدها دليلًا قويًا على أن تقليل تناول منتجات الألبان من شأنه أن يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان".

ويأكل الشخص العادي في الصين 38 جرامًا من منتجات الألبان يوميًا مقارنة بالبريطاني، الذي يأكل عادةً 300 جرام.

لا يستطيع معظم البالغين الصينيين استقلاب منتجات الألبان بشكل صحيح بسبب نقص اللاكتاز، وهو إنزيم رئيسي مهمته تحطيم اللاكتوز السكر الرئيسي في اللبن.

وكانت دراسات أجريت على السكان الغربيين ربطت بين تناول منتجات الألبان وارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا. لكن هناك دليلًا جيدًا على أنه يقلل من احتمالات الإصابة بسرطان الأمعاء، كما يقول مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة.

وتضيف: "لا يوجد دليل جيد وثابت على أن الحليب ومنتجات الألبان يمكن أن تسبب سرطان الثدي. نحن بحاجة إلى مزيد من الدراسات عالية الجودة لفهم ما إذا كان هناك ارتباط".

قال البروفيسور المشارك هويدونج دو، أحد كبار المؤلفين المشاركين في الدراسة إنه "من المهم أن ندرك أن منتجات الألبان مصدر للبروتين والفيتامينات والمعادن".

وأضافت: "لن يكون من الحكمة تقليل استهلاك منتجات الألبان بالاعتماد فقط على نتائج الدراسة الحالية أو دون ضمان تناول كميات كافية من البروتين والفيتامينات والمعادن من مصادر أخرى".