كشفت دراسة جديدة، أن أكواب القهوة، التي تستخدم لمرة واحدة تلقي تريليونات من جزيئات البلاستيك الصغيرة التي تتسرب إلى المشروب الساخن من البطانة البلاستيكية للكوب.

وأكواب القهوة الورقية ذات الاستخدام الواحد مبطنة بغشاء بلاستيكي رفيع يساعد على إبقاء المشروبات ساخنة ومنعها من التسرب عبر الورق المقوى.

وتُطلق هذه البطانة أكثر من 5 تريليونات من الجسيمات النانوية البلاستيكية لكل لتر عند سكب السائل الساخن في كوب للاستخدام الفردي سعة 350 جرامًا، وفقًا للنتائج التي نُشرت مؤخرًا في مجلة "العلوم البيئية والتكنولوجيا".

تريليونات من الجسيمات النانوية

وقام الباحثون في "المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا" بتحليل أكواب المشروبات الساخنة ذات الاستخدام الواحد والمغطاة بالبولي إيثيلين منخفض الكثافة (LDPE)، وهي مادة بلاستيكية سميكة مرنة، وغالبًا ما تستخدم كبطانة مقاومة للماء.

ووجدوا أنه عندما تتعرض هذه الأكواب للماء عند 100 درجة مئوية، فإنها تطلق تريليونات من الجسيمات النانوية لكل لتر في الماء. وقدر الباحثون أنه بحلول الوقت الذي يتناول فيه الإنسان، 13 فنجانًا ورقيًا من القهوة أو الشاي الساخن، يكون قد استهلك ما يعادل جسيمًا نانويًا واحدًا لكل سبع خلايا في الجسم.

ولا يحتاج السائل لأن يغلي لتحفيز إطلاق الجسيمات البلاستيكية النانوية، وفقًا لما أوردته وكالة "يو بي آي" نقلاً عن الباحثين.

قال الباحث الرئيسي كريستوفر زانجمايستر: "إن عدد الجزيئات التي يتم إطلاقها في الماء يزداد بسرعة مع درجة حرارة الماء من درجة حرارة الغرفة حتى حوالي 78 درجة مئوية، ثم تنخفض وتبقى ثابتة".

وعادةً ما يتم تقديم المشروبات الساخنة في درجات حرارة تتراوح بين 54و71 درجة مئوية، وفقًا لمراجعة أجريت عام 2019 في مجلة علوم الغذاء.

ولاحظ الباحثون أن الكمية الإجمالية للجسيمات التي تتسرب إلى سائل ساخن من أكواب تُستخدم مرة واحدة قد انخفضت بشكل جيد عن مستويات الاستهلاك البشري الآمنة التي حددتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

خلال الدراسة، سكب الباحثون، ماءً عالي النقاء في أكياس طهي بطيئة من النايلون (تستخدم للحفاظ على رطوبة الطعام في الفرن وتسهيل عملية التنظيف على المواقد البطيئة)، وأكواب قهوة ورقية مبطنة بالبولي إيثيلين.

وجد الباحثون أن كيسًا في وعاء طهي بطيء ظل ساخنًا لمدة ساعة يرشح حوالي 35 تريليون جسيم نانوي بلاستيكي لكل لتر من الماء. وبالمثل، سُكب الماء الساخن في أكواب سعة 350 جرامًا لمدة 20 دقيقة وتُرك ليبرد حتى يصل إلى 5.1 تريليون جسيمات نانوية بلاستيكية لكل لتر.

اقرأ أيضا:

أفضل طريقة لمقاومة نزلات البرد خلال فصل الشتاء

التلوث البلاستيكي

وقال ديفيد أندروز، أحد كبار العلماء في مجموعة العمل البيئية: "هناك أزمة بيئية عالمية واضحة ناجمة عن التلوث البلاستيكي، ولكن هذه الدراسة البحثية الجديدة تشير إلى أن جزيئات البلاستيك النانوية غير المرئية التي يتم إطلاقها في طعامنا ومشروباتنا من المواد البلاستيكية الشائعة قد تكون ضارة بشكل خبيث للصحة".

وأشار رولف هالدن، مدير مركز هندسة الصحة البيئية في جامعة ولاية أريزونا، إلى أن هذه الجسيمات النانوية صغيرة بما يكفي لتتسرب إلى مجرى الدم ويمكن أن تستقر في الأنسجة والأعضاء الموجودة في جميع أنحاء الجسم.

وتابع: "نحن لا نعرف حقًا تأثير هذه الجسيمات. نحن نفتقر إلى الأدوات اللازمة حتى لقياس ما يصل إلى أجسادنا، وأين يتم ترسبه وماذا يفعل".

وحذر من أن الأسبستوس يسبب ضررًا لأن جزيئاته الدقيقة يتم استنشاقها وتتراكم في أنسجة الرئة، مما يتسبب في حدوث التهاب يمكن أن يؤدي إلى السرطان.

قال هالدن: الأسبستوس نفسه حميد نسبيًا. إنه مادة غير عضوية. ما يجعلها سامة وتقتل 90 ألف شخص سنويًا هو أنها تحتوي على جزيئات تستقر في الأنسجة البشرية".