من عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها فعلامة قبولها أن يصلها بطاعة أخرى.. وعلامة ردها أن يعقب تلك الطاعة بمعصية.
 فما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها وأحسن منها بعد الحسنة تتلوها وما أقبح السيئة بعد الحسنة تمحقها وتعفوها.
فذنب واحد بعد التوبة أقبح من سبعين ذنبا قبلها النكسة أصعب من الضعفة.
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر".
والعمل بهذا الحديث مستحب صيام ستة من شوال لدى أكثر العلماء روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وطاوس والشعبي وميمون بن مهران وهو قول ابن المبارك والشافعي والإمام أحمد بن حنبل.
ومن استحب صيام ست من شوال من العلماء،اختلفوا في صيامها على ثلاثة أقوال:
1-أنه يستحب صيامها من أول الشهر متتابعة،وهو قول الشافعي وابن المبارك وقد روي في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: "من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة فكأنما صام السنة".
2- أنه لا فرق بين أن يتابعها أو يفرقها من الشهر كله وهما سواء وهو قول وكيع وأحمد.
والثالث: أنها لا تصام عقب يوم الفطر فإنها أيام أكل وشرب ولكن يصام ثلاثة أيام قبل أيام البيض وأيام البيض أو بعدها.
3- أكثر العلماء على أنه لا يكره صيام ثاني يوما لفطر وقد دل عليه حديث عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل: "إذا أفطرت فصم".
 كما روي عن أم سلمة أنها كانت تقول لأهلها من كان عليه رمضان فليصمه الغد من يوم الفطر فمن صام الغد من يوم الفطر فكأنما صام رمضان.
وقال الإمام الشعبي: لأن أصوم يوما بعد رمضان أحب إليّ من أن أصوم الدهر كله .
كما روي عن الصحابي ابن عمر: "من صام بعد الفطر يوما فكأنما صام السنة".

اقرأ أيضا:

السب واللعن سبب في الخلاف وضياع الحسنات والوقار.. كف نبتعد عنه؟