هل هناك فرق بين الصوم والصيام؟، أم أنهما بنفس المعنى؟، إذا توقفنا قليلاً أمام معنى الصوم والصيام، سنجد أنهما مصدران لفعل واحد هو ( صام )، وقد بين عدد من العلماء أنه لا فرق بينهما، إلا أن هناك مجموعة أخرى من العلماء شددت على أن هناك فرقًا واضحًا بينهما، لورودهما في القرآن الكريم بلفظين مختلفين، لأن القاعدة البلاغية تقول: «كل زيادة في المبنى زيادة في المعنى».
ويقول إمام اللغة والأدب أبو الحسين أحمد بن فارس: إن الصوم أعم من الصيام، فيشمل كل المفطرات ومن ذلك الجوارح كاللسان، مستشهدًا بقوله تعالى: « فَقُولي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيًّا»، أما الصيام فيختص به الامتناع عن سائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
الفرق في الواو
بعض العلماء وضحوا أكثر أن الفرق بين الصوم والصيام هو في حرف (الواو)، مشيرين إلى أن كلمة صيام بالياء، لا يقصد بها صوم بالواو، لأن الصيام، هو الامتناع عن الطعام والشراب، وكافة المفطرات بداية من صلاة الفجر حتى المغرب، أي أنها فريضة الصيام المعروفة خلال شهر رمضان، بينما الصوم، فيخص اللسان وليس المعدة، وخاصة قول الحق، سواء كان ذلك في شهر رمضان أو غير ذلك، وتم الاستدلال على ذلك بقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة 183)، ولم يقل: «كتب عليكم الصوم»، وذلك لأن الصوم يكون على مدار العام، أما الصيام فالمقصود به شهر رمضان الكريم تحديدًا.
اقرأ أيضا:
تنال بها المغفرة .. 10 سنن وأعمال مستحبة في ليلة الجمعة ويومهامعنى الصوم
أما الصوم فيبين العلماء أنه ليس له علاقة بالطعام والشراب، حيث ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: «فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا» (مريم 26)، فالسيدة مريم عليها السلام، نذرت صوما، وهي تأكل وتشرب، إلا أن الصيام بالياء منفردًا دون أن يرافقه الصوم، لا يؤدي الغرض المطلوب لحديث الرسول الكريم «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
لذلك يجب الجمع بين الصوم والصيام في شهر رمضان، كما تم تفسير الحديث القدسي، يقول المولى عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إﻻ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، بأن الملاحظ في الحديث ذكر الصوم، ولم يقل الصيام، لأنه بالصوم تصبح حياة الإنسان أكمل وأفضل.