أصيب عشرات الأطفال في جميع أنحاء العالم بالتهاب الكبد، غير معروفة أسبابه حتى الآن، إذ لم تكن علاقة بين حالات الإصابة التي بلغت 169 طفلاً في 12 دولة منذ أكتوبر الماضي وبين سلالات الفيروس الشائعة.

وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان، إنه من بين 169 حالة تم الإبلاغ عنها، توفي طفل واحد على الأقل بسبب التهاب الكبد، ويحتاج 17 طفلاً إلى زراعة كبد.

وأشارت إلى أنه "في حين أن الفيروس الغدي هو فرضية محتملة، فإن التحقيقات جارية بشأن العامل المسبب"، لافتة إلى أن الأعراض "من بين الحالات التي تم تحديدها هي التهاب الكبد الحاد المصحوب بارتفاع ملحوظ في إنزيمات الكبد".

ومن بين الإصابات المسجلة، تم اكتشاف فيروسات غدية في 74 حالة على الأقل، لكنها عادة لا تسبب التهاب الكبد الحاد لدى الأشخاص الأصحاء. ولم تسجل أية إصابات بالفيروسات الشائعة التي تسبب التهاب الكبد الفيروسي الحاد، مثل (A و B و C و D و E)، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وفي حين أن معظم الأطفال لم يصابوا بالحمى، فقد أبلغ العديد منهم عن أعراض معدية معوية مثل آلام البطن والإسهال والقيء "قبل ظهور التهاب الكبد الحاد"، بالإضافة إلى زيادة مستويات إنزيمات الكبد واليرقان، حسبما ذكرت شبكة (سي إن إن).

تم الإبلاغ عن معظم الحالات الـ 169 في المملكة المتحدة، والتي سجلت 114 حالة. وسجت الولايات المتحدة تسع حالات في ولاية ألاباما الأسبوع الماضي، مقابل 13 حالة في إسبانيا، و12 في إسرائيل، وأعداد أقل في بلجيكا والدنمارك وفرنسا وأيرلندا وإيطاليا وهولندا والنرويج ورومانيا. وتتراوح أعمار الأطفال بين شهر واحد و 16 عامًا.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن التحقيق يحتاج إلى التركيز على "زيادة القابلية للإصابة بين الأطفال الصغار بعد انخفاض مستوى تداول الفيروس الغدي خلال جائحة كوفيد – 19، والظهور المحتمل لفيروس غدي جديد، وكذلك العدوى المشتركة (سارس – كوفيد – 2)".

اقرأ أيضا:

أفضل طريقة لمقاومة نزلات البرد خلال فصل الشتاء

العلامات الـ 10 للفيروس 

وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، فإن الخبراء يرجحون أن الفيروس الغدي 41F قد يكون السبب وراء انتشار حالات الإصابة بالتهاب الكبد بين الأطفال.

وقال التقرير: "التصنيف الأولي للفيروس الغدي يتوافق مع النوع 41F حيث تتوفر البيانات من عينات الدم، ومع ذلك تم تحديد أنواع أخرى من الفيروسات الغدية في عينات غير الدم".

أظهرت عمليات مسح البيانات الروتينية، أن الفيروسات الشائعة المنتشرة بين الأطفال أعلى حاليًا مما كانت عليه في السنوات السابقة، مع زيادة ملحوظة في الفيروسات الغدية في الفئة العمرية 1-4.

وقالت الدكتورة ميرا تشاند، مسؤولة الأمراض المعدية في وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة: "تشير المعلومات التي تم جمعها من خلال تحقيقاتنا بشكل متزايد إلى أن هذا الارتفاع في ظهور التهاب الكبد المفاجئ عند الأطفال مرتبط بعدوى الفيروس الغدي. ومع ذلك، فإننا نحقق بدقة في الأسباب المحتملة الأخرى".

وحثت الآباء على الانتباه لعلامات التهاب الكبد (بما في ذلك اليرقان)، مع التوصية بضرورة غسل اليدين جيدًا، والنظافة التنفسية الجيدة، للحد من انتشار العدوى، وعدم ذهاب الأطفال الذين يعانون من أعراض عدوى الجهاز الهضمي، والتي تشمل القيء والإسهال إلى المدرسة أو الحضانة إلا بعد 48 ساعة من توقف الأعراض.

تشمل أعراض التهاب الكبد:

اصفرار الجزء الأبيض من العينين أو الجلد (اليرقان).
البول الداكن
براز شاحب رمادي اللون
حكة في الجلد
آلام العضلات والمفاصل
حرارة عالية
شعور بالمرض
شعور بالتعب على غير العادة طوال الوقت
فقدان الشهية
آلام في البطن

قالت الدكتورة تشاند، إن ظهور المرض لأول مرة كان في اسكتلندا في أواخر مارس. وأضافت في حديثها إلى المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في لشبونة: "أدرك الأطباء (في اسكتلندا) أننا نشهد شيئًا غير عادي... شعروا أن هذا أمر استثنائي، وهو أمر نادرًا ما تراه في هذه الفئة العمرية".