على الرغم من أنه يؤثر على الملايين، إلا أن السبب الدقيق لمتلازمة القولون العصبي لا يزال غير معروف، وما زال لا يوجد علاج له حتى الآن، لكن يمكن التخفيف من أعراضه عبر مجموعة من الطرق والعلاجات.

الدكتورة كيت ستيفنس، أخصائية ميكروبيولوجي في القناة الهضمية ببريطانيا أوضحت أن القولون العصبي يؤثر على الجهاز الهضمي، وتتمثل أعراضه في الانتفاخ وتقلصات المعدة وانتفاخ البطن والإسهال والإمساك وتقلب المزاج والغثيان وآلام الجسم وسلس البول.

يمكن أن تزيد حدة أعراض القولون العصبي بسبب بعض العوامل الغذائية ونمط الحياة والبيئية. وكشفت الدراسات أن القولون العصبي يمكن أن ينتقل وراثيًا، مما يعني أن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض القولون العصبي في سن أصغر، وفقًا للدكتورة ستيفنز.

علاوة على ذلك، تظهر الأبحاث أن الهرمونات الجنسية قد تلعب دورًا، وتشرح سبب شيوع القولون العصبي لدى النساء أكثر من الرجال.

ويقترح الخبراء بعض الطرق البسيطة لمنع أو تقليل شدة أعراض معينة، بحيث يمكن لمن يعاني من متلازمة القولون العصبي أن يعيش حياة أكثر سعادة وراحة، وفقًا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.

1. المضغ الجيد للطعام 

أوصى جو كننجهام، المدير السريري في عيادة الامعاء الصحية ببريطانيا بمضغ كل لقمة لمدة لا تقل عن عشر مرات، ولكن الاقتراب من 30 هو "الأمثل"، لأن "عملية المضغ تطلق الإنزيمات الهاضمة التي تساعد جسمك على هضم الطعام، بالإضافة إلى إرسال إشارة إلى المعدة بأن الطعام في طريقه".

وأضاف أن الاسترخاء عند تناول الطعام وأخذ نفس عميق يسمح لهضم الأطعمة بشكل صحيح مما يساعد على منع الانتفاخ. كما أن ذلك يعطي إشارة للعقل بالشبع، ومن ثم التوقف عن الأكل، والمساعدة في التغلب على الانتفاخ المرتبط بالإفراط في تناول الطعام.

2. الحد من تناول الفاكهة لتجنب الإسهال

تناول الفاكهة في الوجبات يمكن أن يجعل أعراض القولون العصبي أسوأ بكثير، "بالنسبة لأولئك الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، فإن التوصية هي ألا تستهدف أكثر من قطعة واحدة من الفاكهة لكل جلسة، مع ما يصل إلى ثلاث جلسات على مدار اليوم".

يقول جو: "تحتوي العديد من الفواكه على نوع من السكر يمكن أن يزيد من سحب الماء إلى الأمعاء ويساهم في ظهور أعراض مثل الحاجة إلى الاندفاع إلى المرحاض والانتفاخ والإسهال".

ويوصي أيضًا بالحد من العصائر، وفي المقابل تناول الفاكهة الكاملة لمنح ميكروبات الأمعاء - البكتيريا الحية في الأمعاء - أقصى فائدة من الألياف النباتية.

3. استخدام الحرارة 

تقترح الدكتورة ستيفنس: "إذا كنت تعاني من ألم في البطن ناتج عن القولون العصبي، فحاول استخدام الحرارة لأنها تساعد على استرخاء العضلات وتخفيف الألم بسرعة".

ويُقترح وضع وسادة التدفئة أو زجاجة من الماء الساخن على جزء من البطن، مع حماية البشرة بطبقة أو اثنتين من الملابس لمنع الحروق، مما يساهم في تخفيف الالم والحد من التشنجات.

4. تجنب الأطعمة الدهنية والحارة للحد من ارتجاع المريء

يوصي جو بأنه "يجب تجنب أو الحد من الوجبات التي تحتوي على الفلفل الحار وتناول الأطعمة المقلية أو الغنية بالدهون من حين لآخر فقط"، و"يشمل ذلك رقائق البطاطس والأسماك/ اللحوم المقلية واللحوم الدهنية مثل النقانق والمعجنات والقشدة وكميات كبيرة من الجبن".

في المقابل، دعا إلى خيارات صحية مثل السمك الزيتي المخبوز بالفرن أو على البخار، وزيت الزيتون بدلاً من الزبدة، وتناول الأطعمة الملونة مثل السلطات والخضروات.

5. تناول الأطعمة الغنية بالألياف 

يقول جو إن الألياف لا تأتي فقط من الفاكهة والخضروات، ولكنها تأتي من البقوليات والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والأعشاب والتوابل.

وحذر من أن "انخفاض الألياف في نظامنا الغذائي يعني أننا أكثر عرضة للإصابة بأعراض مثل الانتفاخ وانتفاخ البطن وانزعاج البطن والارتجاع وتغير البراز".

ولزيادة الألياف، يوصي جو بزيادة كمية السوائل التي تتناولها مع زيادة تناول الألياف، للمساعدة في مرور الألياف عبر الجهاز الهضمي بشكل مريح.

تقول الدكتورة ستيفنز، إنه على الرغم من كون الملينات علاجًا سريعًا شائعًا للإمساك، إلا أن هناك العديد من الآثار الجانبية، "إنها لا تؤثر فقط على ميكروبيوم أمعائك وانخفاض البكتيريا الصديقة في الأمعاء، ولكنها يمكن أن تخلق حالة" تضرب الخلد "حيث إنه على الرغم من إمكانية تخفيف الإمساك، لا بد من ظهور آثار جانبية أخرى".

6. شرب الشاي بالنعناع 

بالإضافة إلى كونه مهدئًا ومهدئًا، فإن النعناع معروف جيدًا بقدرته على دعم صحة الجهاز الهضمي.

تقول الدكتورة ستيفنس: "إذا واجهت احتباسًا في الغازات بسبب متلازمة القولون العصبي، فإنني أوصي باختيار شاي النعناع". ثبت أيضًا أن زيت النعناع يساعد في علاج أعراض القولون العصبي.

7. تناول الأطعمة الغنية بالطاقة 

تقول الدكتورة ستيفنس: "أظهرت الدراسات أن ما يصل إلى 60 في المائة من المصابين بمتلازمة القولون العصبي يعانون من الإرهاق، والذي يحتمل أن يكون بسبب تجنب الطعام، والمخاوف بشأن الأعراض، والنوبات المفاجئة في الليل التي تؤثر على النوم".

وهذا يمكن أن يؤثر على الحياة العملية حيث قد يحتاج المصابون بمرض القولون العصبي إلى إجازة من العمل، وقد يعانون من انخفاض مستويات الإنتاجية في العمل. لذا توصي بـ "تناول الأطعمة الغنية بالطاقة، مثل زبدة الفول السوداني، للمساعدة في زيادة مستويات الطاقة".

8. تمارين التأمل والتنفس

توضح الدكتورة ستيفنس أن الأبحاث تشير إلى أن ما يصل إلى 94 في المائة من الأفراد المصابين بمتلازمة القولون العصبي يعانون من اضطرابات نفسية، من بينها القلق والاكتئاب.

وتضيف أن هذا يرجع على الأرجح إلى التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثه أعراض القولون العصبي على نوعية حياة الشخص، مما يؤثر على العلاقات والأنشطة الاجتماعية وحياة العمل وصورة الجسم وخيارات الطعام.

ويمكن أن يكون أيضًا بسبب محور الأمعاء والدماغ، "في القولون العصبي، يمكن أن يكون محور الأمعاء والدماغ غير متوازن بسبب الالتهاب والأعداد الكبيرة من البكتيريا الضارة"، لذا يمكن أن تكون تمارين التأمل والتنفس مفيدة في مواجهة ذلك، بحسب الدكتور ستيفنس.

واقترحت الاستنشاق والعد حتى أربعة، وحبس النفس للعد الرابع ثم الزفير لأربعة عدات أخرى. كرر لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق.

اقرأ أيضا:

أفضل طريقة لمقاومة نزلات البرد خلال فصل الشتاء

9. اليوجا لعلاج الغازات والتوتر 

ثبت أن اليوجا تساعد في علاج أعراض القولون العصبي- ليس فقط الأعراض الأولية مثل احتباس الغازات، ولكن أيضًا الأعراض الثانوية مثل القلق والتوتر.

تقول الدكتورة ستيفنس: "بالنسبة لمن يعانون من متلازمة القولون العصبي، أوصي بوضع القط والبقرة، فعند التبديل معًا، يمكن للحركات تدليك ودعم الجهاز الهضمي بالكامل".

للتمرن على وضعيات القطة والبقرة، ابدأ على يديك وركبتيك، مع وضع الرسغين مباشرة تحت كتفيك وركبتيك تحت الفخذين. للانتقال إلى وضع البقرة، استنشق، ثم ادفع معدتك لأسفل نحو الأرض مع رفع صدرك وذقنك والنظر لأعلى. تحرك ببطء إلى وضعية القطة عن طريق الزفير وتقريب ظهرك، بحيث تنجذب معدتك إلى عمودك الفقري وتتحرك رأسك لتنظر إلى أسفل. كرر هذه الحركة حوالي عشر مرات.

10. نظام غذائي منخفض الفودماب لتقليل الانتفاخ والتقلصات

الفودماب، هي مجموعة من الكربوهيدرات التي يتم امتصاصها بشكل سيئ في الأمعاء الدقيقة، والتي قد يكافح الجسم من أجل هضمها. وتحتوي على السكريات قليلة التخمير، السكريات الثنائية، السكريات الأحادية، والسكريات المتعددة.

توضح الدكتورة ستيفنس: "مدى جودة أمعائك في هضم هذه الأطعمة يعتمد على إنزيمات الجهاز الهضمي، وأوقات العبور، وصحة القناة الهضمية وكمية الطعام التي تم تناولها".

إذا تم امتصاص أطعمة الفودماب بشكل سيئ في الأمعاء الدقيقة، فإنها تنتقل إلى القولون وتتحلل بواسطة البكتيريا، مما ينتج عنها غازات تساهم في الانتفاخ والألم.

تشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الفودماب المحليات (السوربيتول، والمانيتول ، والإكسيليتول)، وحليب البقر، واللبن الزبادي، والتفاح، والبروكلي، والثوم، والقمح، والجاودار، بينما تشتمل الأطعمة المنخفضة من الفودماب على البطاطا الحلوة، والجزر، والطماطم، والموز، والتوت الأزرق، والكيوي، والباشن فروت، والشوفان والأرز.

ويوصى بطلب المساعدة من اختصاصي تغذية قبل الشروع في نظام غذائي يعتمد على الفودماب.