تمر أيام شهر رمضان سريعة للدرجة التي يصعب على المرء تخيلها، وها نحن وصلنا إلى الأيام الأخيرة، وإن شئت قل الساعات واللحظات الأخيرة في عمر أعظم الشهور على الإطلاق.
وهذه الأيام مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بزكاة الفطر، فهل أخرجتها أم أنك تنتظر لليوم الأخير، أو اختيار ليلة السابع والعشرين باعتبارها الأكثر ترجيحًا أنها ليلة القدر لتخرجها، وإذا كنت قد أخرجتها فكم دفعت؟.. وإن لم تكن أخرجتها فكم تنوي إخراجه؟.
تريث قليلاً وأعد حساباتك لأن الأمر جلل، وإذا مر الوقت وانجلى سيكون فات الأوان، ولم يعد بإمكانك حينها إخراجها، وكثير من الناس يندمون بعد انتهاء الشهر الفضيل لأنهم لم يخرجوا المزيد، فالأمر مازال أمامك، لا تتأخر أو تتردد.
من يدفعها؟
زكاة الفطر كما بينها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، تجب على كل مسلم، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، عاقل أو مجنون لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين»، لكن في زماننا هذا سهل العلماء الأمر على مخرجي الزكاة، وقالوا إن إخراجها نقدًا قد يكون أنفع للمؤمن.
وزكاة الفطر تجب على الوالد عن ولده الصغير إذا لم يكن له مال، وأما إن كان له مال، فتجب الزكاة في مال الصغير، ولا تجب في مال الأب على الصحيح، والجمهور على أنه يجب على الأب إخراجها عمن تلزمه نفقته، كالزوجة والوالدين، لحديث ابن عمر: «أدوا الفطرة عمن تمونون»، وعند بعض العلماء أن صدقة الفطر تجب على الزوجة بنفسها لقوله تعالى: «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ» (الأنعام:164)، وكذلك الأبوين، كما أن الراجح من أقوال أهل العلم أن الدَّيْن ليس مانعاً من وجوب زكاة الفطر.
حجم الزكاة
أما فيما يخص حجم زكاة الفطر، فإنه يجب إخراجها بغروب شمس ليلة عيد الفطر، فمن كان من أهل الوجوب حينئذ وجبت عليه وإلا فلا، فإذا مات قبل الغروب ولو بدقائق لم تجب عليه، وإن مات بعده ولو بدقائق، وجب إخراج زكاته، ومن أسلم بعد الغروب فلا فطرة عليه، ولو ولد لرجل بعد الغروب، لم تجب فطرته، لكن يسن إخراجها عنه، بخلاف ما لو ولد له قبل الغروب، فإنه يجب إخراجها عنه.
وأما وقت إخراجها فالأفضل أن تخرج صباح العيد قبل الصلاة، لما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة»، وفيما يخص تحديدها فرغم أن العلماء حددوها بنحو 15 جنيهًا مصريًا كحد أدنى، إلا أنهم أكدوا على أن من يستطيع الزيادة فليفعل لأنها خير كثير لمن يدفعها.
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليها