يقول الله تعالى عن ليلة القدر: " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5).
ليلة واحدة فقط يحصل فيها المؤمن على أجر العبادة والقيام فيها بما يعادل أكثر من أجر قيام وعبادة 83 سنة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا الشهرَ قد حضركم، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ، ولا يُحْرَمُ خيرَها إلا كُلُّ محرومٍ)).
ولم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم يوما محددا لليلة القدر، ولكن قال : "التمسوها في العشر الأواخر من الليالي الوترية".. إذًا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وخاصة في ليالي الوتر منها؛ أي ليالي 21، 23، 25، 27، 29، وهناك من استدل ببعض أرقام المنصحف والسورة الكريمة على أنها ليلة 27 كما يظن كثير من الناس، ولكن يستحب أن نلتمسها في كل ليلة وتر – بل في ليالي العشر جميعًا - كما نجتهد ليلة 27 تمامًا.
واقتضت حكمة الله أن يُخفي ليلة القدر في رمضان ليجتهد الصائم في طلبها وخاصة في العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أملًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ • تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ • سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 3-5]، فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله في دنياه وفي آخرته.
لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان؛ حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان.
واختلف الفقهاء في تعيينها، ونظرًا للخلاف القائم بين العلماء ينبغي للمسلم ألا يتوانى في طلبها في الوتر من العشر الأواخر، وقد ورد في فضل إحيائها أحاديث، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
كيف تحيي ليلة القدر وكيف تفوز بها؟
أكثر من الصدقات، فلا يفوتنا ليلة من ليالي الوتر دون صدقة ولو مبلغًا بسيطًا جدًّا.
الحرص على الفرائض والسنن كلها؛ سنن الأذان وسنن الإفطار وسنن الوضوء، الأذكار بعد الوضوء والصلاة وغيرها، فنحافظ على السنن كلها.
الإكثار من ذكر الله مع الإكثار من قول: ((اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)).
الصلاة بخشوع إذا أُقيمت الصلاة، وكلما قرأ الإمام آية نستشعر قراءته، حتى النساء في البيوت يصلين بخشوع.
بعد العودة من صلاة التراويح لا يكون هذا هو آخر العهد بالعبادة حتى صلاة القيام، بل نجعل في البيت أوفر الحظ والنصيب من العبادة سواء بالصلاة أو بغيرها.
إحياء سنة صلاة التهجد
الإكثار من قراءة القرآن الكريم
الإكثار من التهليل والتسبيح، والتحميد والحوقلة، والتكبير والاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، فهي ليلة عظيمة يقدر فيها كل ما يحدث خلال العام.
السحور ولو بماء، مع احتساب العمل بالسنة، ثم نتوضأ ونستعد لصلاة الفجر، ونحن إما في ذكر أو دعاء أو قراءة قرآن.
دعاء ليلة القدر
أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجه وأحمد، وصححه الحاكم.