في هذه الدقائق الغالية على قلب كل مؤمن يقبل على الله بقلب خاشع يدعوه، أن يوفقه ويهديه وينصره ويحققله أماليه.. والسؤال كيف تعرف أن اللله استجاب دعاءك؟
إن وفقك الله للدعاء فاعلم أنه يريد إجابة دعائك في حين انشغل آخرون، وقد ورد عن عمر بن الخطاب قوله إني لا أحمل هم
الدعاء ولكن أحمل هم الإجابة، والله يقول: ادعوني استجب لكم، فأنت إذا مقرب من الله وهذه أول علامة.
الدعاء خير كله:
أنت إن دعوت الله تحق لك خير بلاشك؛ ففي الحديث:" ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر وأطيب".
إن اجتهدت وتغير حالك فهذا لإخلاصك وصلتك بالله فسر على طريق الله ولا تتباطأ الخطى وسر إلى الله بيقين.
وإن تأخر إجابة دعوتك فليس بالضرورة أن يكون تأخر حصول مطلوب الداعي هو عدم استجابة دعائه أو كونه عاصياً أو متبعاً لهواه ونحو ذلك، بل قد يستجيب الله الدعاء ويقبله ويعظم الأجر لصاحبه، ولكن لا يحقق له مطلوبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له؛ فإما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا - ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل يقول: دعوت ربي فما استجاب لي.
كل ما عليك أن تدعو بأدب وتلح ولا تتعجل ولا تدعو بقطيعة رحم أو شيء محرم فقد يدعو بأمر هو في ظاهره خير له، ولا يدري أن وراءه عطبه وهلكته، فيصرفه عنه ربه برحمته وحكمته، قال الله سبحانه: وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً {الإسراء:11}، والمعنى: أن الإنسان يدعو بما يحسبه خيراً وهو في الحقيقة شر، وهذا راجع لفرط تعجله وقلقه.
ليلة القدر:
فاجتهد في الدعاء في ليلة 27 رمضان التي هي عند أغلب العلماء
ليلة القدر فهي إذا ليلة غالية على الله وعلى عباده المؤمنين، ومفتاح هذه الليلة هو العفو حيث يتجلى الله على عباده باسمه العفو في هذه الليلة، وأن علينا أن كثر في هذه اللية من الدعاء بقولنا: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.