يقول المثل الشعبي القديم: (ساعة لقلبك وساعة لربك)، وهو مثل بالتأكيد خاطئ، لأن الوقت كله لله عز وجل، وهو خلقنا لهدف واحد فقط (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ »، وبالتالي كل أيام الله لابد أن تكون لله، وليلة العيد للأسف أغلب الناس يتصرفون فيها وكأنهم كانوا مقيدون وتم السماح لهم بالفسحة، نعم افرح فالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كان يفرح بالعيد، لكن أبدًا لم يكن ليحتفل به بالشكل الذي يحدث خلال السنوات الماضية من (هرج ومرج) وقد يصل الأمر حد الخروج عن المألوف، وهي أمور يرفضها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم شكلا وموضوعًا.. إذن كيف نحتفل بليلة العيد بالشكل الذي يرضي ربنا ورسوله؟.
العيد في الإسلام
بالأساس يجب أن يعلم الجميع أن العيد هو أحد مظاهر الإسلام، وليس خروجًا على تقاليده وعاداته وأوامره ونواهيه، وقد جاءت سنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بمشروعية عيدي الفطر والأضحى، فعن أنس رضي الله عنه، قال: «قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم، المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرًا منهما: يوم الفطر والأضحى»، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل بالعيدين بإدخال البهجة والسرور على أسرته.
عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: « دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء يوم بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما، فلما غفل غمزتهما فخرجتا»، وفي رواية أخرى: «يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا»، وفي رواية أحمد: «لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة، إني أُرسلت بحنيفية سمحة».
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليهاالسرور الحقيقي
فالسرور الحقيقي ليس بالخروج عن النص، والبعد عن تعاليم الدين، وإتيان كل ما هو سيء، وكأن الإنسان يحتفل لانتهاء رمضان وليس لحضور العيد، فالعيد بالأساس هو فرحة أن أعاننا الله على الصيام، وليس لانتهاء الشهر الفضيل، لذلك لم يمنع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم الاحتفال به.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، متممةً لسياق حديثها المتقدم فتقول: « وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق (الدرع من الجلد) والحراب، فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما قال: تشتهين تنظرين؟، فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة، حتى إذا مللت، قال: حسبك؟، قلت: نعم، قال: فاذهبي».. إذن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين، ولكن الفرح واللهو في العيد لا يبرر ارتكاب المحرمات، ولا الإخلال بالواجبات.