على الرغم من أن "الصيام المتقطع" أصبح أسلوبًا شائعًا لفقدان الوزن، لكن تجربة سريرية أظهرت عدم وجود أي فائدة منه عند إضافته إلى أسلوب إنقاص السعرات الحرارية التقليدي.

والأكل المقيد بالوقت هو شكل من أشكال الصيام المتقطع، حيث يقيد الشخص نفسه بتناول الطعام في فترة زمنية معينة كل يوم، ما عدا الماء أو المشروبات الأخرى الخالية من السعرات الحرارية.

وأصبح تقييد الوقت إستراتيجية شائعة لفقدان الوزن، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى بساطته. بدلاً من حساب السعرات الحرارية بشق الأنفس، إذ يتعين فقط مراقبة الساعة.

وأظهرت دراسات صغيرة، أن الصيام المتقطع - ست ساعات - يمكن أن يساعد على التخلص من بعض الأرطال.

في الدراسة الجديدة، التي نشرت نتائجها في مجلة "نيو إنجلاند" الطبية، اختبر الباحثون ما إذا كانت إضافة قيود زمنية إلى حساب السعرات الحرارية التقليدية لها أي فوائد إضافية في إنقاص الوزن.

تشابه النتائح 

وجند الباحثون بقيادة الدكتور ديينج ليو من جامعة ساوثرن ميديكال في قوانجتشو بالصين، 139 مريضا يعانون من السمنة. بدأوا جميعًا نظامًا غذائيًا منخفض السعرات الحرارية، واختير نصفهم بشكل عشوائي لتطبيق نظام الصيام المتقطع - تناول الطعام فقط بين الساعة 8 صباحًا و 4 مساءً كل يوم.

بعد عام واحد، كان فقدان الوزن متشابهًا بين المجموعتين - مثل انخفاض ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم. إذ وجد الباحثون، أنه مع أو بدون تطبيق "الصيام المتقطع"، لم يظهر المشاركون خسارة أكبر في الوزن.

وفقد كلتا المجموعتين ما متوسطه حوالي 14 إلى 17 رطلاً (الرطل يساوي 0.453 كيلو جرام) على مدار عام واحد. وفقدوا أيضًا دهون الجسم وتخلصوا من بضع بوصات من محيط الخصر، سواء مع استخدام أسلوب تقييد الوقت أم لا.

لكن الخبراء قالوا إن النتائج لا توضح في الواقع الكثير عن فعالية الصيام المتقطع، في حد ذاته. وأشاروا إلى أنه تم توجيه مجموعتي الدراسة لخفض السعرات الحرارية اليومية بنسبة 25 في المائة، بدعم من برنامج مكثف يشمل مدربين صحيين والاحتفاظ بسجلات الغذاء اليومية.

لذلك من الصعب إظهار فائدة إضافية من تناول الطعام المحدود بالوقت على ذلك، وفقًا للدكتور بلاندين لافرير، اختصاصي الغدد الصماء وأستاذ الطب في مركز إيرفينج الطبي بجامعة كولومبيا بنيويورك.

خفض السعرات الحرارية

قال لافرير، الذي شارك في كتابة افتتاحية مصاحبة، إن الدراسة توضح قوة خفض السعرات الحرارية. وأضاف: "تقييد السعرات الحرارية يعمل على إنقاص الوزن"، لكن "مدى تطبيق النتائج على الناس في العالم الحقيقي أمر قابل للنقاش"، وفقًا لافيرير.

وافقه الرأي كريستا فارادي، أستاذة التغذية بجامعة إلينوي في شيكاغو، قائلة: "هذه التجربة لا تختبر حقًا الأكل المقيَّد بالوقت". وأوضحت أن الناس يلجأون إلى تقييد الوقت للحصول على طريقة أبسط لتحقيق هدف خفض السعرات الحرارية، وليس كإضافة لحساب السعرات الحرارية، وإذا وجدوا أن تقييد الوقت هو وسيلة مستدامة لتناول كميات أقل من الطعام ، على حد قولها ، فقد يكون ذلك مفيدًا بالنسبة لهم.

قالت فارادي وفقًا لوكالة "يو بي آي": "أهم شيء هو العثور على شيء يناسب أسلوب حياتك. لا أعتقد أن هناك نظامًا غذائيًا واحدًا أفضل للجميع". وأضافت أن نقاط القوة في الدراسة تكمن في حجمها الكبير نسبيًا ومتابعتها الطويلة.

في السابق، أشارت دراسات أصغر إلى أن الصيام المتقطع يساعد الناس على إنقاص بعض الوزن. لكن فارادي أوضحت أن الباحثين يدرسونها بالفعل منذ حوالي خمس سنوات، ولا يزال هناك الكثير لنتعلمه.

في هذه المرحلة، قد يكون هذا التكتيك يستحق التجربة للأشخاص الذين يعانون من السمنة والذين قد يجذبهم الصيام المتقطع. ومع ذلك، أشارت فارادي إلى أن بعض المجموعات يجب أن تتجنب الأكل المقيّد بالوقت - بما في ذلك النساء الحوامل والمرضعات، والأشخاص الذين لديهم تاريخ من اضطرابات الأكل، والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا (بسبب مخاوف بشأن فقدان العضلات).

كما نصحت مرضى السكري بالتحدث إلى أطبائهم أولاً، لأنهم يتناولون أدوية للتحكم في نسبة السكر في الدم.