فريضة الصيام من الفرائض الجميلة التى شرعها الله تعالى لحكم بليغة.
ومن ينظر للصوم نظرة إجمالية ظاهرية قد يظن أنها عذاب وجوه ومشقة وهي وان كان بها بعض الألم فإنها مغلفة بمعن رائعة تخفف على المسلم ما قد يشعر به من ألم الجوع.
لماذا شرع الله الصوم؟
شرع الله تعالى الصَّوم لحكم فهو سبحانه وتعالى لم يفرضه ﷲ علينا كي نشعر بجوع الفقير الجائع كما كانوا يقولون لنا ونحن صغار، لكنه مجاهدة للنفس وترويض للجسد، فالامتناع عن الطعام والشراب والشهوة ليس بالأمر السهل الهَيّن ونحن في زمنٍ، الفتن فيه تترىٰ تأتيك من كل مكان.
وإن قررت اعتزال الفتن والناس واحتجبت عن كل ذلك لا تستطيع والهاتف بين يديك يسلبك حريتك رغم أنفك.
كما أن الصوم وسيلة عظيمة للتربية الروحية إن أضفنا إلى الامتناع عن الطعام والشرب لونًا آخر وهو صوم اللسان عن الكلام وهو لون من الصيام نذره الأنبياء تفرُّغًا للعبادة أو تحرُّزًا عن الجَدَل أو انصرافًا عن الناس كما يروي لنا القرآن.
الصوم يورث سلامة الصدر:
ورغم صعوبة الصوم فإن له مفعولا عجيباً فى تهذيب النفس وغسلها من الإدران والآفات القلبية فالصوم إذا يورث في النفس سلامًا عجيبًا، لأنه يتيح للعين أن ترى وللأذن أن تسمع وللأنف أن يشم وللعقل أن يتأمّل مع تخفيض ضوضاء اللسان التي تحجب بصخبها فعالية هذه الحواس.
الاعتناء بالطاعة طاعة:
ولذا فعلى المسلم أن يعتني بعبادته كلها ويستشعر ما وراءها من حكم ويمتثل أوامر الله فى هدوء وراحة بال وهو يحتسب الاجر والثواب من الله تعالى.
كما أن على المسلم أن ينافس فى كل وجوه الخير ولا يقف عند حد الدون ولا حد الفرائض بل يجتهد فى تحسين طاعته وفي أداء النوافل والسنن حتى يصفو قلبه وتسكن جوارحه ويزداد من الله تعالى قربا وتعلو درجته بهذه العبادات.